عشر دقائق فقط كانت كفيلة للهولندي دونيل مالين لإفتتاح أهدافه الدولية وذلك بعد أن حل بديلا لمارتين دي رون في المباراة التي جمعت الطواحين الهولندية بالماكينات الألمانية في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا المقبلة

اللاعب الهولندي يقدم موسما مميزا رفقة إيندهوفن في الدوري المحلي وأفتتح معها مشاركاته الدولية رفقة المنتخب الهولندي ليقدم صاحب العشرين عاما نفسه كواحد من أفضل المواهب المتواجدة على الساحة الأوروبية والعالمية وذلك في إطار سعي الكرة الهولندية للعودة مرة أخرى إلى القمة بعد فترة من التراجع وغياب المواهب

ولد مالين في مقاطعة ويرينجين في شمال غرب هولندا لأب وأم من أصول سوريناميه وأنضم إلى أكاديمية أياكس الأشهر والأفضل حول أوروبا ليبدأ مسيرته في المدرسة الكروية هناك وذلك في عمر الثامنة وظل هناك لثمانية أعوام حتى وصل عرض من أرسنال لضم اللاعب الذي كان قد أكمل 16 عاما حينها

حاول أياكس إثناء اللاعب عن الرحيل عن الفريق ولكن رغبة مالين كانت في الرحيل والإنضمام إلى المدفعجية ليسير على نهج الأسماء الهجومية التي نشأ على حبها دينيس بيركامب وتيري هنري الذي أصبح بعد ذلك مدربا له في فريق تحت 18 عاما في أرسنال

كان هنري يشارك معنا في التدريبات

لقد أعطاني العديد من النصائح والتي قمت بتجريبها وبالفعل نجحت في التعلم منه

وصل مالين إلى أرسنال بفضل أندرياس يونكر الذي كان مسئولا عن الأكاديمية والذي أراد ضم الموهبة الهولندية إلى صفوف الفريق ونجح بالفعل في توقيع عقد إحترافي مع اللاعب صاحب ال16 عاما رغم ضغوطات إدارة أكاديمية أياكس للإحتفاظ بموهبتها الشابة

خلال تواجده في ناشئ أرسنال والرديف كان يلعب على الأطراف بشكل أكبر بعيدا عن المرمى ورغم ذلك سجل اللاعب الأهداف الواحدة تلو الأخرى لافتا الأنظار إليه ونجح بالفعل في الحصول على فرصة للمشاركة رفقة الفريق الأول للنادي والتدرب مع أرسين فينجر في الموسم الإعدادي

مالين يمتلك بعض الصفات المميزة التي تحتاج إلى النظر إليها بإهتمام

كانت تلك كلمات أرسين فينجر في مدح اللاعب الشاب خلال المؤتمر الصحفي الذي تم إعلان أسم مالين كواحد من الأسماء التي ستسافر رفقة الفريق في جولته الأسيوية ونجح في كتابة مشاركتين أمام سيدني الأسترالي وتشيلسي اللندني ولكن أرسنال أعلن بعدها بأسابيع قليلة عن بيع اللاعب بنصف مليون يورو فقط إلى إيندهوفن

خسارة مؤلمة أكثر من خسارة أليكسيس سانشيز

كانت تلك تعليقات جماهير نادي أرسنال على عملية بيع اللاعب المفاجئة والتي نفى اللاعب أن يكون أرسنال هو المتسبب الوحيد بها

يقولون أنه تم إبعادي عن أرسنال ولكن هذا ما لم يحدث فقد كان لدي عام في عقدي مع الفريق الذي أراد تمديدها

أنا لا ألعب كرة القدم من أجل المال ولن أفعل ذلك أبدا لذلك ترك أنجلترا

أراد مالين الحصول على فرصته كاملة في المشاركة والعودة لهولندا وتحديدا إيندهوفن كانت خيار اللاعب والذي أنضم مبدئيا إلى فريق الشباب بالنادي قبل أن يشق طريقه سريعا إلى الفريق الأول بعد عام واحد فقط رفقة الفريق

فبراير 2018 كان تاريخ أول مشاركة للاعب رفقة الفريق الأول لإيندهوفن وذلك عندما قام المدرب فيليب كوكو بالدفع باللاعب لمدة ثمانية دقائق أمام زوله في الجولة الواحدة والعشرين من الدوري الهولندي، أنهى مالين ذاك الموسم ب4 مشاركات فقط مع الفريق الأول و22 رفقة فريق الشباب سجل خلالهم 13 هدفا وصنع 3 أهداف لزملائه

في الموسم التالي رحل كوكو وجاء مارك فان بومل الذي قام بتثبيت مالين ذو التسعة عشر عاما حينها رفقة الفريق الأول ولكنه كان يشارك كبديل في معظم المباريات والتي وصل عددها إلى 41 مباراة سجل خلالهم 11 هدف وصنع خمسة أهداف

حتى نهاية الموسم الماضي كان مالين يلعب بشكل أكبر على الأطراف خصوصا الطرف الأيسر من الملعب ولكن مع بداية هذا الموسم قام فان بوميل بتغير في مركز اللاعب من أجل الإستفادة أكثر من قدراته

رأى فان بوميل في لاعبه الشاب القدرات المميزة التي أشتهر بها في مركزالجناح من سرعة ومهارة تجعله يتفوق على منافسيه بسهولة على الخط الخارجي ولكنه رأى أيضا قدرات رائعة في إنهاء الفرص أمام المرمى ورغبة في الإقتراب أكثر من مناطق الخطورة داخل الملعب بدلا من التواجد خارجه

أبطالي في كرة القدم؟ رونالدو البرازيلي ورونالدينهو وتيري هنري

فكان القرار بنقل اللاعب من الطرف إلى داخل الملعب ليلعب كمهاجم للفريق الذي يعتمد أكثر على مهاجمة الخصوم من العمق خلفا للهداف لوك دي يونج الذي أنتقل لإشبيليه الإسباني الصيف الماضي ومالين تفوق على نفسه خصوصا أنه أصبح الآن يهاجم الخصم من العمق وبشكل أقرب للمرمى ليسير على خطى النجوم التي أحبهم في صغره لتصبح مقابلة اللاعب كابوسا على مدافعي الدوري الخصوم داخل وخارج هولندا

كانت النتيجة مبهرة ففي ثمانية مباريات في الدوري الهولندي سجل ثمانية أهداف منهم خمسة في مباراة واحدة في مرمى فيتسه وصنع هدف أخر لزملائه والإجمالي المساهمة في 19 هدفا سجل 14 منهم وصنع 5 في 16 مباراة شارك بهم هذا الموسم رفقة إيندهوفن وهدف في مشاركتين مع المنتخب الهولندي والهدف جاء في أولى دقائقه بقميص المنتخب البرتقالي وفي مرمى المنتخب الألماني

أعتقد أن هذا حلم كل شاب أن يلعب للمنتخب الهولندي ويسجل في أول مشاركة له ويقود المنتخب للفوز في النهاية

هذا شيء رائع بكل تأكيد

بدأ مالين في اللمعان في سماء الكرة العالمية وجماهير أرسنال بدأت تتأكد من خطأ الإدارة في التخلي عن لاعبها الشاب في الوقت نفسه الذي يتألق فيه شاب أخر وهو سيرجيو جنابري بعيدا عن الفريق اللندني الذي تعاني مدافعه من العطب في الوقت الحالي

وصل السعر المبدأي للاعب 50 مليون يورو ومن المنتظر أن تتصارع الأندية الأوروبية الكبرى للحصول على الشاب الهولندي صاحب ال20 عاما والذي ستكون مفاوضات الحصول على خدماته صعبة ومرهقة نظرا لأن وكيل أعماله هو مينو رايولا

دوناروما يلعب في المنتخب الوطني وهو في السابعة عشر من عمره لذلك من المنتظر أن يواصل التألق والتطور رفقة إيطاليا وميلان

هناك مويس كين يظهر بشكل جيد مع يوفنتوس أيضا ولكن مشروعي المستقبلي الأفضل يلعب في أنجلترا حاليا وهو دونيل مالين في أرسنال

هكذا كان يتحدث رايولا عن لاعبه الشاب خلال تواجده في أرسنال صيف 2017 قبل أشهر من نقله إلى إيندهوفن في هولندا بنصف مليون يورو فقط والآن سيكون على النادي الراغب في الحصول على اللاعب الشاب دفع 100 ضعف هذا المبلغ للحصول على خدمات الهولندي الذي بدأت الصحف في ربطه بالعودة إلى أرسنال أو الإنتقال إلى ليفربول في سوق الإنتقالات المقبلة

خليفة تيري هنري بدأ في الظهور والأيام المقبلة حاسمة لمعرفة هل سيستمر على نفس المنهج والتطور أم تكون مجرد نزوة عابرة لا تستمر طويلا