سيشاهد كارلو أنشيلواتي فريقه السابق ميلان يلعب أمامه في ملعب سان باولو ولأول مرة منذ 2001 لن يتمنى فوز الروسونيري بالمباراة وذلك لأنه سيعود مرة أخرى ليكون المدرب الخصم بعد أكثر من 17 عاما من عودته إلى النادي مدربا له بعد فترة قضاها مع الخصوم بارما ويوفنتوس

حقق سبع بطولات كلاعب رفقة ميلان عندما كان حجر أساس في طريقة لعب المدرب الأسطوري أريجو ساكي، هناك معه عشق التدريب وبدأ في إلتقاط التفاصيل الصغيرة من المدرب الذي قاد ميلان للهيمنة على إيطاليا وأوروبا لمدة موسمين

رحل ساكي وبقى أنشيلوتي موسما أخر ليتدرب رفقة أسطورة تدريبية إيطالية جديدة تدعى فابيو كابيلو واصلت الناجح أيضا ولكن أنشيلوتي قرر أنه قد حان وقد الإعتزال فلم يستمر سوى موسم وحيد فقط مع فابيو وأعلن الإعتزال والإتجاه إلى التدريب

عمل مساعدا لأبيه الروحي أريجو ساكي في كأس العالم 1994 حيث وصلت إيطاليا إلى النهائي قبل أن تخسر بركلات الجزاء الترجيحية، بعد 3 أعوام مساعدا لساكي قرر أنه قد حان الوقت ليبدأ بنفسه التجربة كمدير فني ويطبق أفكار ساكي وطريقة لعبه 4-4-2 والتي لا يرى أنشيلوتي أفضل منها أبدا

من خبرتي في التدريب هي الطريقة الوحيدة للعب كرة القدم

فيحديث صحفي سابق مع صحيفة فاينانشال تايمز لخص فيه تجربته مع ميلان ، ذهب لقيادة ريجينا فريق بلدته التي ولد فيها في أول مواسمه كمدرب، كان حينها الفريق يلعب في الدرجة الثانية الإيطالية ونجح أنشيلوتي في قيادتهم نحو الصعود للدرجة الأولى وهناك عرف حجم الضغط الموضوع على المدير الفني

لقد أخبرت نفسي بأني سأقوم بتلك المهمة لثلاثة أو أربعة أعوام ثم أخذ إجازة طويلة للراحة

المدير الفني لديه أفضل مهنة على الإطلاق حتى تنطلق المباريات

أنتهت تجربته مع ريجينا بنجاح ليجد نفسه مدربا لبارما الفريق الذي كان يعيش فترة مميزة حينها ورغم في مدرب شاب يمكنه مساعدة الأسماء المميزة الصغيرة التي يمتلكها الفريق، في بارما أرتكب أنشيلوتي خطأ لم يندم عليه كثيرا وإنما تعلم منه بالتأكيد

لقد جاء لي روبيرتو باجيو وأخبرني أنه يريد اللعب في مركز 10 في الملعب

أخبرته بأن طريقة اللعب التي أتبعها لا يوجد فيها هذا المركز وأنه سيكون عليه اللعب كمهاجم

غضب باجيو ورحل إلى بولونيا حيث سجل هناك 25 هدفا! لقد خسر فريقي هذا العدد من الاهداف

ماذا تعلم أنشيلوتي من تلك الواقعة؟ لا يوجد نظام أهم من اللاعبين سيكون عليه التأقلم مع المتاح له

رحل عن بارما وذهب إلى يوفنتوس حيث هوجم من قبل الجماهير بسبب سابق لعبه لروما ومن بعده ميلان أعداء السيدة العجوز فلم يستمر كثيرا معهم ولم يحقق النجاحات أيضا

تعاقد مع ميلان لتدريب الفريق، عاد في 2001 إلى الفريق الذي حقق معه نجاحاته كلاعب وتعلم على يد مدربيه الكثير خلال مسيرته ليطبق معهم ما تعلمه كله والأهم من هذا يضع روشتة كيف تتعامل مع رئيس نادي يعشق الإقالات

ظل أنشيلوتي مدربا لميلان لثمانية أعوام متتالية حقق فيها 8 بطولات منها بطولتي دوري أبطال أوروبا وبطولة واحدة لكل من الدوري والكأس وكأس السوبر المحلية، في ظروف أخرى كان أنشيلوتي ليكون مقالا بعد موسم واحد فقط نظرا لأنه أنتظر عامين ليحقق بطولته الأولى رفقة الفريق

مهمة المدرب هي أن يمتع رئيس النادي بيرلسكوني

الطبيعي في ميلان أن تلعب كرة مميزة بعكس الأمور في يوفنتوس حيث الفوز أهم من أي شيء هناك

لذلك قام أنشيلوتي ببناء فريق هجومي يمتلك أندريا بيرلو وروي كوستا وكليرانس سيدروف وكاكا وتشيفشنكو في تشكيلة واحدة بجانب بعضهم البعض

شيء جديد تعلمه أنشيلوتي في ميلان وساعده للإستمرار طوال تلك الفترة مدربا للنادي

لا يوجد نظام أو طريقة لعب أهم من رئيس النادي

لذلك كان يسمح لبيرلسكوني بإعطاء رأيه في التشكيل الرئيسي ويتيح له إمكانية النزول قبل أو أثناء المباريات إلى غرف ملابس اللاعبين من أجل التحدث معهم

لقد قمت بإعطاءه نسخة من تشكيلة الفريق الأساسية في نهائي دوري أبطال أوروبا ولاحقا وجدتها منشورة في كتاب للسيرة الذاتية لبيرلسكوني على أنها خطته هو

يحكي ذلك أنشيلوتي في كتابه عندما يتحدث عن كما يصفه دائما صديقه بيرلسكوني وذلك رغم أن الأخير في النهاية أقاله كعادته ولكن بعد أن أصبح أنشيلوتي أطول مدرب في مسيرة رئيس الوزراء الإيطالي مع ميلان وثاني أكثر مدرب يقود الفريق في مباريات في تاريخه

كانت اللحظة الأكثر حزنا وصدمة في مسيرته مع الفريق تلك التي تعرض لها بالخسارة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 في أسطنبول أمام ليفربول الإنجليزي، ميلان تقدم بثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول والريدز نجحو في تعديل النتيجة في 6 دقائق فقط قبل الفوز بركلات الجزاء الترجيحية في النهاية

لقد وصلت بميلان لنهائي دوري أبطال أوروبا في 3 مناسبات وخسرت واحدة فقط وياللعجب كانت المباراة الأفضل لنا بين كل النهائيات

لقد لعبنا 114 دقيقة ولعبو 6 دقائق فقط نجحو في تسجيل 3 أهداف خلالها من المستحيل تغير شيء

قدم الفريق أداء مميز في المباراة وأعطى الجميع كل ما لديهم لم أستطع أن أكون غاضبا في النهاية لقد كان القدر هو من حدد نتيجة تلك المباراة

رحل أنشيلوتي عن ميلان في 2009 منذ 9 أعوام تنقل فيها بين تشيلسي وباريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونخ محققا النجاحات والبطولات أينما حل بينما الروسونيري تعرض لإنتكاسة من بعده فأبتعد رويدا رويدا عن البطولات

هذا الموسم عاد أنشيلوتي إلى إيطاليا مرة أخرى ولكن ليس لتدريب ميلان وإنما منافس جديد هو نابولي واليوم سيكون على أنشيلوتي نسيان علاقته السابقة بميلان تماما عندما سيتوجب عليه قيادة فريقه الجديد للفوز على الروسونيري

يتمنى أنشيلوتي أن يكون لاعبه السابق جينارو جاتوزو قد تعلم منه شيئا في تفاصيل التدريب وذلك عندما سيجده مدربا لميلان الليلة فإن جاءت الهزيمة الليلة أمام فريقه السابق الذي يقوده لاعبه وتلميذه السابق فربما سيهون ذلك كثيرا على المخضرم الإيطالي