أرتكب الحارس الألماني لوكاس كاريوس خطأئين كلفا فريقه ليفربول هدفين في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد ليتم تحميله بشكل كامل مسئولية ضياع اللقب من الفريق الإنجليزي وأحتفاظ الفريق الإسباني به للعام الثالث على التوالي

قدم ليفربول مباراة مميزة خصوصا في الدقائق الثلاثين الأولى قبل خروج محمد صلاح مصابا من المباراة بعدها بدأ تراجع ليفربول ودخل ريال مدريد في أحداث المباراة، كاريوس كان سببا في أنتهاء الشوط الأول بتلك النتيجة السلبية بفضل تصدياته ربما أبرزها رأسية كريستيانو رونالدو التي أبعدها بشكل مميز قبل أن يتابعها بنزيمه المتسلل إلى داخل الشباك

أختلفت الأمور قليلا في الشوط الثاني، ريال مدريد أصبح المسيطر، الخبرة والثقة التي يتمتع بها لاعبو الميرنجي ساهموا في ذلك مقارنة بلاعبي ليفربول، كاريوس أرتكب الخطأ الأول بشكل ساذج بسبب الرعونة والتسرع لرغبته في إعادة الكرة سريعا إلى الملعب لبدء الهجمة

لم ينتبه كاريوس لوجود بنزيمه قريب منه في مسار الكرة فكان خطأ الهدف الأول الكوميدي، تواصلت المباراة وتعادل ليفربول قبل أن يتقدم ريال مدريد بمقصية جاريث بيل الرائعة التي حاول الحارس الألماني إبعادها دون فائدة، الهدف الثالث جاء من تسديدة قوية أرتطمت بيد كاريوس وسكنت الشباك ليتم تحميله مسئولية هذا الخطأ ومسئولية خسارة المباراة كاملة

ربما يكون هذا عدلا للبعض فيجب أن يكون هناك دائما كبش فداء للتضحية به وتحميله سبب هزيمة المجموعة، كاريوس كان هذا الشخص بسبب خطأيه بكل تأكيد

وصلت لكاريوس العديد من التهديدات بالقتل على حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي من بعض المتعصبين من جماهير ليفربول، تصرف متوقع ويحدث مع كل خطأ يرتكبه لاعب في مباراة مهمة مع فريقه والشرطة الإنجليزية بدأت بالفعل التحقيق في هذه التهديدات بجدية

بكاء كاريوس جعله يحصل على تعاطف مشجعي ليفربول الحاضرين في ملعب كييف والذين قاموا بتحيته بعد المباراة والهتاف له في محاولات لتشجيعه بعد تلك الأخطاء، الحارس حصل على تعاطف العديد من المتابعين بسبب دموعه أثناء المباراة أو حديثه بعد المباراة

لقد تسببت في هزيمة فريقي وخسارته للمباراة وأنا أسف للجميع في النادي على تلك الأخطاء التي كلفتنا اللقب

وفي بيان نشره اليوم

لم أستطع النوم، المشهد يتكرر كثيرا في رأسي كل دقيقة أنا متأسف لزملائي والمدرب والجماهير

أنا أعلم بأني أخطأت وخذلت الجميع

ربما هذا هو الخطأ الأكبر في مسيرة كاريوس لأنه وقع في نهائي دوري الأبطال تلك البطولة التي غاب عنها ليفربول كثيرا وأنتظر 10 سنوات للعودة مرة أخرى للعب المباراة النهائية في البطولة التي يمتلك 5 ألقاب سابقة منها

أرتكب كاريوس العديد من الأخطاء السابقة مع ليفربول فمنذ أنتقاله قادما من ماينز صيف 2016 فشل مع مينيوليه في الحصول على ثقة جماهير ليفربول ومدربهم يورجن كلوب في حراسة مرمى الفريق، خلال أول مواسمه مع الفريق لعب كحارس الفريق الأول في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر قبل أن يعيده كلوب إلى دكة البدلاء بسبب أخطاءه المتكررة

لقد أبعدت كاريوس عن خط النار، هو حارس شاب وأتوقع عودته بشكل أقوى

بالفعل عاد كاريوس بمستوى مميز خلال الموسم الحالي كما توقع كلوب، كاريوس أصبح الحارس رقم 1 لليفربول هذا الموسم وتحديدا في الأشهر الأخيرة من الموسم وحصل على ثقة كلوب للعب في مباريات دوري أبطال أوروبا في طريق الريدز للصعود إلى النهائي في المشاركة الأولى للحارس بها

أخطأ كاريوس في المباراة الأهم والأكثر متابعة في الموسم كله نهائي دوري أبطال أوروبا، سيتناسى الجميع بالتأكيد أي تصديات حاسمة قام بها خلال الموسم وسيتذكرون فقط تلك الأخطاء كعادة الجميع في التعامل مع حراس المرمى

كاريوس أمام مفترق طريق مهم في مسيرته فإما أن يحارب ويعود أكثر قوة وتحدي ويثبت للجميع أن ما حدث ما هو إلا كبوة جعلته أقوى وإما أن يستسلم للضغوطات والإتهامات ويترك نفسه للسقوط، فقط حراس المرمى العظماء فقط من ينجحون في العيش وسط أجواء تذكرهم دائما بأخطاءهم