نجح مانشستر سيتي في مواصلة انتصاراته المتتالية ، حين اكتسح سوانزي سيتي برباعية نظيفة ، ضمن مباريات الجولة 17 من مسابقة الدوري الإنجليزي .

وإليكم تحليل المباراة ..

قبل كل مباراة لمانشستر سيتي مؤخراً ، أصبحت أتابع وأنتظر الشكل الهجومي الذي سيظهر عليه الفريق ، واليوم فضّل جوارديولا إراحة الثلاثي كايل والكر وليروي ساني وجابريل جيسوس بعد مباراة ديربي مانشستر القوية مع بداية الأسبوع الماضي ، لكنه في المقابل حافظ على نفس النهج الخططي والتكتيكي رغم تغير العناصر .

المباراة كانت من طرف واحد في أغلب فتراتها ، وكالعادة نجح رجال بيب جوارديولا في فرض أسلوبهم بالتحكم في منطقة الوسط ، مع تهديد مباشر ومستمر تقريباً في كل دقيقة ، متمثل في سحر الثنائي كيفن دي بروين ودافيد سيلفا .

دافيد سيلفا ، كما كتبتُ في تحليل سابق ، وصل لقمة النضج الفني ، فبعيداً عن قيادته للهجمات وتوزيعه للعب ، فإن تحركاته بين الخطوط وفي المساحات الخالية كانت سبباً في الفوز اليوم بالهدفين الأول والثالث ، خصوصاً الأخير الذي سجله النجم الإسباني بلمسة فنية رائعة .

بيب جوارديولا يوماً بعد يوم يؤكد علو كعبه ، فقد قالوا سابقاً إنه يفوز بالألقاب في دوريات لا توجد فيها منافسة حقيقية ، وأطلقوا عليها دوريات ” توم وجيري ” ، والآن .. ما قول هؤلاء بعدما حوّل جوارديولا الدوري الإنجليزي إلى دوري ” توم ” فقط دون ” جيري ” ؟! الحقيقة أن تقديم كرة القدم الشاملة أمر ليس سهلاً على الإطلاق ، وإذا كانت فرق بيب جوارديولا اعتادت على تقديم ذلك بطريقة السهل الممتنع ، فلأن المدرب الإسباني يعرف جيداً كيف يعد فرقه بدنياً وذهنياً وتكتيكياً ، كما أن الالتزام بفلسفته هو سر نجاحه .

فشل سوانزي سيتي في مناطحة مانشستر سيتي ؛ لأنه فشل في الضغط ( هذا عندما ينوي أساساً أن يضغط ) ، فتجد ضغطاً على طريقة ” من سيضحي بنفسه ويبذل مجهوداً إضافياً ” وليس ضغطاً جماعياً منظماً ، بل يلقي أحد اللاعبين بنفسه للتهلكة ويخرج من اللعبة بعد أن يكون قد تم استهلاكه في ركض لا طائل منه طالما لم يتم سد خيارات التمرير لمانشستر سيتي .

الأمر لا يتعلق فقط بإمكانيات اللاعبين ، يمكنك قول هذا وأنت مستريح لهذه الفكرة ، لأن الفريق أولاً كان مشتتاً ذهنياً ولم يعرف كوعه من بوعه وبدا عاجزاً في التصدي لهجمات مانشستر سيتي ، وثانياً لأنه فشل في التحول الهجومي فشلاً ذريعاً لدرجة أنه لم يصل لمنطقة جزاء الخصم في الشوط الأول كاملاً .

من الواضح أن الزيادة العددية لمانشستر سيتي في جميع أنحاء الملعب تسببت في كل تلك المشاكل ، ما جعل كل لاعب في سوانزي سيتي لا يكاد يستلم الكرة في مناطق فريقه حتى يجد نفسه أمام لاعبين اثنين على الأقل وهو أمر مؤثر جداً .