حصل المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند على أهتمام كبير سواء من قبل الاندية الأوروبية الساعية للتعاقد مع المواهب الشابة الافضل حول العالم أو من قبل المشجعين والصحافيين والإعلام الرياضي وذلك بعد الأداء المميز الذي يقدمه رفقة فريقه سالزبورج النمساوي منذ إنطلاق الموسم الحالي
يسجل ولا يتوقف عن هز شباك الخصوم ومساعدة زملائه أيضا في ذلك فبعد 22 مباراة له هذا الموسم سواء في الدوري أو الكأس أو دوري أبطال أوروبا فاللاعب يمتلك في سجله التهديفي 28 هدفا بجانب صناعته لسبعة أهداف أخرى لزملائه، 16 هدف في 14 مباراة في الدوري و8 أهداف في 6 مباريات في دوري الأبطال وأربعة أهداف في مباراتين في الكأس المحلية
نتحدث عن مهاجم يبلغ من العمر 19 عاما يسجل بمعدل أكثر من هدف في المباراة الواحدة سواء في الدوري المحلي الذي يعتبر سالزبرج الأقوى هناك أو في دوري الأبطال حيث وقع فريقه في مجموعة تضم ليفربول ونابولي ونجح في هز شباك الجميع ويمتلك شهرة سابقة بتسجيله 9 أهداف في مباراة واحدة لمنتخب النرويج في مرمى هندوراس خلال بطولة كأس العالم للشباب الأخيرة
تشير التقارير لرغبة العديد من الأندية الأوروبية للتعاقد معه وعلى رأسهم مانشستر يونايتد الذي يريد مدربه أولي جونر سولشاير لم الشمل مع اللاعب الشاب الذي تدرب معه عندما كان في النرويج ويوفنتوس ونابولي الراغبان في زيادة التعاون مع وكيله مينو رايولا إضافة إلى بروسيا دورتموند وريد بول لايبزج الراغبان في إستقدام تلك الموهبة لبيعها مستقبلا بأضعاف الثمن الذي من المرجح دفعه للتعاقد معه خلال الفترة المقبلة
إذا بحثت وتابعت للاعب ستجد أن معظم أهدافه من داخل منطقة الجزاء ومن لمسة واحدة أمام المرمى وهي ما يسميها البعض ب”الأهداف السهلة” وهو ما جعل بعض المحللين في الحديث عن عدم جدوى التعاقد مع لاعب يسجل كل 52 دقيقة لعب وهو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره بعد
نعم معظم أهداف هالاند جاءت من داخل منطقة الجزاء فهي منطقة خطورته كونه مهاجم يتخذ من الكلاسيكية أسلوبا له ونظرا لأن طريقة لعب فريقه نفسها تحتاج إلى من ينهي الهجمات وينتظر الكرات المرتدة سواء من الحارس أو المدافعين داخل المنطقة وهو ما ينجح فيه اللاعب بإمتياز وبخبرة كبيرة في التمركز وإنتظار الكرة في المكان المناسب والوقت المناسب مقارنة بسنه الصغيرة جدا
هنا نحن أمام مهاجم يسجل بقدمه اليسرى واليمنى وطوله يساعده في التفوق على مدافعي الخصوم في العرضيات أي أننا أمام مهاجم متكامل يعرف جيدا كيفية وضع الكرة في المرمى بأي وسيلة متاحة ولكنه يجد إنتقادات من البعض لأنه لا يخرج للتجوال خارج منطقة الجزاء بعيدا عن شباك الخصوم المطلوب هزها في كل مباراة
بالتأكيد ليست مشكلة أن تأتي أهداف اللاعب كلها من داخل منطقة الجزاء ففي النهاية تلك هي المنطقة الأهم بالنسبة للمهاجم والخروج بعيدا عنها يقلل من أداء وأرقام صاحبها فهي مهام وأدوار ثانوية للمهاجم لا يمكن الإعتماد عليها في تقييم مهاجم يبلغ من العمر 19 عاما ويمتلك نسبة أهداف متوقعة في المباراة الواحدة تتجاوز ال5 أهداف ليس فقط على المستوى المحلي ولكن الأوروبي أيضا
ربما لا يكون هالاند المهاجم المفضل لفئة من المدربين والمحللين والجماهير الذين ينتظرون من مهاجمهم النزول والتحرك حول المنطقة لمساعدة زملائه وفتح المساحات لهم وهي الفئة التي قتلت العديد من المهاجمين المميزين وأعطت أفضلية للأجنحة ولاعبي الوسط في التسجيل فأصبح دور المهاجم مجرد دمية لتشتيت تركيز مدافعي الخصوم عن الهدف المنتظر بدلا من هدم الدفاعات بأنفسهم
الغريب حقا أن يكون مانشستر يونايتد مهتما باللاعب خصوصا أنه يعتبر نسخة أصغر وأقل خبرة خصوصا في الدوري الإنجليزي من مهاجم الفريق السابق روميلو لوكاكو الذي لم يكن ضمن حسابات المدرب سولشاير نفسه منذ وصوله لتدريب الفريق واليوم يذهب المدرب النرويجي لشراء لاعب بنفس المواصفات
يعتبر لوكاكو مهاجما مميزا وواحد من أفضل زوار الشباك حول أوروبا في الوقت الحالي رغم الإنتقادات التي توجه له بناءا على لقطات مقتطفة من مباريات تركز فقط على فرصه الضائعة وتتناسى قدراته التهديفية التي تجعله يتجاوز ال15 والعشرين هدفا في كل موسم لأكثر من 5 مواسم متتالية سواء كان يلعب مع ويست برومتش أو إيفرتون أو مانشستر يونايتد وحاليا مع إنتر ميلان
نتحدث هنا عن موهبة شابة تنتظر من يشكلها لتلعب في مستويات تنافسية أكبر بدون المساس بقدراته التهديفية أو مميزاته داخل منطقة الجزاء، ربما لا يكون هالاند من نوعية مهاجمك المفضل ولكن لا يعتبر ذلك مبررا للتقليل أو التعجب من الأهتمام الأوروبي المتزايد بألة التهديف النرويجية التي لا تتوقف
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب