لم يكن يتصور جوزيه مورينيو بأنه سيأتي يوماً عليه يعلق خلاله آماله وطموحه وأهداف موسمه بأكملها على مسابقة الدوري الأوروبي، لكن في عالم كرة القدم يجب عليك أن تتوقع أي شيء، فما هو غير مجدي وهام بالنسبة لك أو لفريقك ربما يصبح الهدف الرئيسي والمنشود في ظرف أعوام قليلة.

التقليل من أهمية الدوري الأوروبي لم يأتي من فراغ بل أتى من صراع وتنافس شديد بين رافاييل بينيتيز ومورينيو، المدرب البرتغالي أتى إلى تشيلسي بعد تتويج البلوز بلقب المسابقة الثانية في أوروبا بقيادة المدرب الإسباني مما جعله يصرح في أكثر من مناسبة “التتويج بلقب الدوري الأوروبي ليس جيداً للأندية الكبيرة” كما قال في تصريحات أخرى “موسم تشيلسي لم يكن ناجحاً لأنهم وجدوا صعوبات في التأهل لدوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي لا يعد نجاحاً”.

الزمن دار دورته ليصبح الآن لقب الدوري الأوروبي الأكثر أهمية وقيمة للمدرب البرتغالي خلال الموسم الحالي في ظل تراجع حظوظه في التأهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا عبر الدوري الإنجليزي الممتاز خصوصاً بعد تعادله أمام بورنموث في أولد ترافورد رغم إكمال المنافس للقاء بعشرة لاعبين.

الدوري الأوروبي كانت بطولة لا تليق بالأندية الكبيرة من وجهة نظر مورينيو، ومواجهة صعوبات في التأهل لدوري الأبطال عبر البريميرليج كان يعد فشلاً من وجهة نظره، فما رأيه الآن ومانشستر يونايتد ربما لا يستطيع من الأساس التأهل للمسابقة الأوروبية الكبرى عبر الدوري الإنجليزي؟

 اليونايتد لم يفقد فرصة الوصول إلى المركز الرابع حتى الآن والتي ما تزال قائمة وبقوة، لكن مستواه محلياً لا يوحي لنا بأنه قادر على فعلها في الجولات المقبلة، كما أن تصريحات مورينيو عن بطولة الدوري الأوروبي وجدولها الصعب توضح أنه يضعها في مرتبة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لموسمه.

وحتى نكون أكثر صدقاً فيجب الإقرار بأن الدوري الأوروبي قبل 4 أعوام ليس بأهمية المسابقة في الوقت الحالي، تغيير القوانين بمنح بطلها بطاقة التأهل لدوري الأبطال في الموسم التالي جعلها بطولة أكثر أهمية للفرق التي تحتل ترتيب متأخر في الدوري المحلي.

مورينيو يعرف أنه في وضعية حرجة حالياً بسبب تصريحاته السابقة حيث أقر في أكثر من مناسبة بأنه ما زال يرى بطولة الدوري الأوروبي غير هامة ولولا تعديل قوانين اليويفا لم أعارها انتباهه، لكن المهم أكثر هنا أن يفهم بأن حصد اللقب ليس أمر هين ويسير وعليه العودة بالذاكرة لدور المجموعات حتى يتأكد من ذلك.

المدرب البرتغالي اكتشف أن هذه البطولة صعبة ومعقدة حينما تلعب فيها بسبب جدولها المضغوط ومبارياتها القريبة من منافسات الدوري المحلي، خصوصاً بالنسبة للأندية الكبيرة التي لن يرى لاعبوها بأنها لا تليق بإمكاناتهم، على الأقل هذا ما قاله جوزيه قبل سنوات “لا تليق بالأندية الكبيرة”.