بعض الأشخاص لا يتوقفون عن التشكيك والتقليل من إنجازات بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، يرفضون فكرة أن يشيد به أحد، يتجاهلون الحقائق والأرقام وما يشاهدونه بأعينهم، وكل هذا قد يعود لسبب أنه أشرف على تدريب فريقاً عدواً للفريق الذي يفضلونه، أو لكونه جعل كرة القدم تلعب من طرف واحد، وربما لكونه الغريم التقليدي للمدرب الذي يفضلونه، فهناك أسباب كثيرة قد تجعل البعض يكره جوارديولا.

في الآونة الأخيرة، لم يجد الحاقدين على جوارديولا أي شيء لينتقدونه عليه أو ليقللون من العمل العظيم الذي يقوم به مع السيتيزنز في الموسم الحالي، فأصبحوا يتحدثون عن الأموال الضخمة التي صرفها لكي يصنع هذا الفريق المرعب، مشيرين إلى أنه مدرب يحتاج دائماً لنجوم من أعلى طراز كي يحقق النجاح.

نعم، بيب بالفعل يحتاج للاعبين من نوعية خاصة لكي يطبقوا أفكاره، وفي مانشستر سيتي وجد من يوفر له جميع الأدوات التي يحتاجها، لكن السؤال الآن، هل جوارديولا هو المدرب الوحيد الذي قامت الإدارة بتلبية مطالبه خلال سوق الانتقالات؟

منذ وصول جوارديولا إلى مانشستر سيتي في صيف 2016 تعاقد مع 14 لاعب لتدعيم الفريق الأول حتى الآن، وبلغت التكلفة الإجمالية لجميع اللاعبين 425 مليون يورو تقريباً، وهو أكثر مدرب صرف في السوق منذ عام 2016، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مدربين صرفوا مبالغ ضخمة أيضاً.

على سبيل المثال، أنفق جوزيه مورينيو 349 مليون يورو، علماً أنه تم التوقيع مع زلاتان إبراهيموفيتش مجاناً، وهو رقم ليس بالبعيد عما أنفقه جوارديولا، ورغم ذلك، لم يتمكن المدرب البرتغالي من بناء فريق قادر على المنافسة بالفعل حتى وإن تحسن نسبياً على عن فترة ديفيد مويس ولويس فان جال.

الفكرة هنا، أن الأموال وحدها لا تصنع فريق مرعب، قد تجعل من الفريق قوياً وقادر على الفوز في الكثير من المباريات، لكن لن تجعل منه مثل مانشستر سيتي حالياً الذي يقدم أجمل كرة قدم في أوروبا بلا منازع، ويحقق أرقام كان يعتقد البعض أنها مستحيل حدوثها في الدوري الإنجليزي.

مانشستر سيتي يملك تشكيلة قوية جداً هذا الموسم، لكن هناك يوفنتوس لديه تشكيلة رائعة، كذلك بايرن ميونخ، تشيلسي، برشلونة، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، وحتى مانشستر يونايتد، لكن لم يتمكن أي منهم من تقديم نفس الأداء الذي يقدمه السيتيزنز في الموسم الحالي.

يجب أن نعترف أن جوارديولا يملك أفكار تسبق العصر الحالي بـ10 سنوات على الأقل، ربما تختلف معه في بعض الأحيان، ربما ننتقده على قرارات معينة مثل ما فعله عندما أصر على ضم كلاوديو برافو ثم وضعه على الدكة والتعاقد مع حارس آخر، لكن هذا لا يعني أن ننسب الفضل للاعبين والأموال بما يقدمه هذا الموسم.