عادت وجهات النظر للتضارب في الأيام القليلة الماضية والقضية فيجهات النظر حول المدرب الإسباني بيب جوارديولا بعد الخروج المخيب مع مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا على يد موناكو الفرنسي وتقديم الفريق أداءاً متذبذباً في البطولات المحلية.

بعض خبراء كرة القدم والمشجعين يرون بأن جوارديولا مدرب فاشل رغم الامكانيات البشرية الكبيرة التي يمتلكها، في حين يفسر البعض معاناة السيتي معه بعدم تشرب اللاعبين أفكاره الكروية، واعتماد الرأي الأول لجوارديولا مثل سكين في رقبة المدرب الإسباني، وفي نفس الوقت لا يمكن اعتبار الرأي الثاني كلام من السماء.

مراحل جوارديولا التدريبية

جوارديولا خلال مسيرته الكروية مر بثلاثة مراحل الأولى مع برشلونة حيث استطاع صنع فريق قوي ومرعب والقول أن اللاعبين من صنعوا المدرب كلام خاطئ مئة بالمئة، الفريق الكتالوني في الفترة ما قبل المدرب الإسباني كان مختلفاً عن فترة ما بعده قدومه.

لا أحد ينكر بأن فيكتور فالديز وتشافي هيرنانديز وآندريس إنييستا وحتى ليونيل ميسي أصبحوا أفضل بعد قدومه وفي نفس الوقت أعاد جوارديولا تيري هنري إلى مستواه الرائع بعد موسمين من التخبط، بينما استطاع صناعة لاعبين رائعين مثل جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وبيدرو رودريجيز وأخرين ومن نجاحات جوارديولا مع برشلونة جعل الفريق يلعب بخطة لا أحد استطاع إيقافها في إسبانيا وأوروبا.

المرحلة الثانية للمدرب الإسباني كانت في بايرن ميونخ، الجميع يرى بأنه قدم ثلاث مواسم فاشلة بسبب عدم قدرة الفريق على التتويج بلقب دوري الأبطال واكتفى بالألقاب المحلية رغم التعاقدات الكبيرة التي قام بها، لكن السؤال الأهم هنا : هل بايرن ميونخ كان يتوج بلقب دوري الأبطال والثلاثية التاريخية في كل موسم ؟!.

الجواب بالتأكيد لا، فيوب هاينكس قام بموسم استثنائي مع بايرن ميونخ وقد يتفوق على الإسباني كمقارنة بين المدربين، لكن عدم تحقيق الثلاثية ودوري الأبطال لا يعتبر فشل لأي مدرب خاصة أنه يحقق الألقاب المحلية ويضخ فلسفة جديدة في الفريق.

وأغلب لاعبي بايرن ميونخ الذين عملوا تحت قيادة جوارديولا خلال الأعوام الثلاثة يعترفون بأن أفكار المدرب الإسباني جعلتهم يتطورون بشكلٍ كبير، وهذا الأمر يؤكد بأن بيب مدرب رائع وكبير.

وأخر مراحل جوارديولا يعيشها الآن مع مانشستر سيتي ، وفي حال استمرت الأمور على هذا الحال فيمكن اعتبار مسيرته مع النادي الإنجليزي بالفاشلة، حيث أنه يقدم مع الفريق موسماً سيئاً حتى الآن، لكن لا يمكن الحكم عليه من الموسم الأول رغم معاناة الفريق في البطولات التي يشارك بها

هل جوارديولا مدرب متوسط المستوى ؟!

كل ما فعله جوارديولا مع برشلونة والأفكار التي قدمها مع بايرن ميونخ تمنعنا من القول بأن جوارديولا مدرب سيء أو متوسط بل هو مدرب رائع لكنه يعاني من بعض العيوب.

مشكلة جوارديولا الأولى تتمثل بالإصرار على عدم وضع خطة سوى السيطرة والاستحواذ واللعب بالتمريرات القصيرة – التيكي تاكا – وعندما يعتمد الفريق على خطة دفاعية يعاني.

جوارديولا يمتلك فلسفة مذهلة لكنها أصبحت تواجه مشاكل كبيرة في الوقت الحالي حتى برشلونة والمنتخب الإسباني بدأ بالتقليل من استخدامها.

المدرب الذي يريد مواصلة النجاح لا يجب عليه التوقف عند شيء معين بل التطوير من نفسه، وهذا الأمر لا يقوم به المدرب الإسباني، إلا أن ذلك لا يعني أنه مدرب متوسط.

تابع : مباريات اليوم – مباريات الغد – مباريات الأمس