خاض المدرب الأسباني بيب جوارديولا أول مباراة رسمية له مع ناديه الجديد مانشستر سيتي في البريميرليج ونجح في التفوق بصعوبة نوعاً ما على ضيفه نادي سندرلاند بنتيجة 2-1 بعد سيطرة شبه كاملة على الاستحواذ في المباراة.

جوارديولا بدأ بفكرة الدفع بظهير أيسر في مركز قلب الدفاع وهو كولاروف وهى نفس الفكرة التي تم تطبيقها مع فترته في بايرن ميونخ في ظل إصابات خط الدفاع المتكررة وقدم خلالها النمساوي دافيد ألابا أداء جيد في هذا المركز.

ربما نجحت الفكرة في بايرن بسبب إمكانيات اللاعبين ولكن نجاحها في البريميرليج غير مضمون خاصة في ظل فارق مستوى الدوري الإنجليزي عن الألماني وتحركات والقدرات الفنية للاعبين وهذا ما ظهر في مهاجم قوي ومخضرم مثل جيرمان ديفو والذي من خلال فرصة نجح في أدارك التعادل بذكاء في التحرك خلف كولاروف.

تحدث محللي قناة سكاي سبورتس الشهيرة (جاري نيفيل وجايمي كاريجير) عن فكرة لعب مانشستر سيتي وضغطه طوال المباراة بخطة الـ5-5 عن طريق تواجد 5 لاعبين في خط الهجوم موزعين سواء طرفي الملعب و 2 خط وسط هجومي ومهاجم وخلفهم بمسافة 15 متر أو أقل خماسي دفاعي موزع بطول الملعب في وجود حلقة وصل وهو البرازيلي فيرناندينيو الذي يبدأ بالكرة من الخلف للإمام.

بالنسبة لي هى عبارة عن الخطة الأعتيادية 4-1-4-1 ولكن تتغير في حالة امتلاك الكرة والضغط وربما الذي يريده جوارديولا كشيء أساسي هو خلق فرص التهديف عن طريق الأطراف وليس صانعي اللعب ( نوليتو-ستيرلينج وقريباً ساني وخيسوس) عن طريق منحهم المساحة للدخول للعمق ومنح حرية حركة لباقي الفريق هجومياً لداخل منطقة الجزاء.

هذه النقطة يجب أن أربطها بطريقة جوارديولا مع برشلونة الـ3P (Play Position Possession) بأن يتم تدوير الكرة في خط المنتصف ولكن بغرض إيصالها للأجنحة المنطلقة والتي تلتزم بمراكزها وتؤمن بقدرة صانع اللعب أو لاعب الوسط لإيصال الكرة له ثم الدخول لعمق منطقة الخصم والتسجيل أو صناعة الهدف وهذا ما قدمه ستيرلينج تحديداً في أول 3 دقائق ضد سندرلاند بل وطوال المباراة والذي جعله أفضل لاعبي المباراة.

صفقة جون ستونز ربما هى أفضل صفقة أبرمها المان سيتي خلال موسم الانتقالات الصيفية فالفريق يحتاج لتجديد في خط الدفاع بمدافع له أسلوب وأداء عكس باقي المدافعين الحالين مثل أوتاميندي وكومباني ومانجالا ولكن بعيداً عن الأسلوب الصفقة طلبها جوارديولا تحديداً لأمر معين.

جوارديولا مدرب معروف بإمكانياته المميزة في تطوير اللاعبين للأفضل وفي مركز الدفاع تحديداً نجح في تحويل جيرارد بيكيه من مدافع  فاشل في كل قراراته ومرتعب ومتخبط لأفضل مدافعي العالم وهذا ما سيتم تكراره تحديداً مع ستونز خلال الموسم الحالي.

بيكيه تحول لأفضل مدافع في العالم لان جوارديولا منحه الحرية في اتخاذ القرارات الدفاعية وفي عملية الصعود بالكرة من الخلف والتقدم للأمام والتمرير أو حتى الزيادة الهجومية وتسجيل الأهداف سواء بالرأس أو القدم.

المشكلة في أسلوب لعب الكرة الإنجليزية بالنسبة لأي مدافع أن فكرة التقدم بالكرة لمساحات هجومية مثل طريقة الكرة الإسبانية الهجومية ليست على أرض الواقع وبالتالي مع قدوم جوارديولا في المان سيتي فهو قادر على تحويل مدافع شاب مثل جون ستونز لديه الطول والقامة والسرعة لأن يتطور مثل بيكيه ويصعد بالكرة هجومياً أكثر ويشارك في تدوير الكرة من الخلف للأمام.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك