حينما تسربت أنباء حول نية ليفربول منح الرقم 9 للمصري محمد صلاح جن جنون جماهير النادي في إنجلترا، العشاق يطمحون بالتعاقد مع رأس حربة هداف في الصيف الحالي وينظرون إلى الفرعون المصري على أنه جناح هجومي يساعد في التسجيل والصناعة، وليس هداف أول للفريق.

ليفربول اضطر على ما يبدو للاستجابة لانفعال الجماهير وحقنهم بإبرة مخدرة بعدم منح صلاح الرقم 9 ، لكن حتى الآن لا يوجد أنباء حول التعاقد مع رأس حربة على سوية عالية، بل أن يورجن كلوب يطالب الجماهير بالصبر على ما يحدث، خصوصاً بعد منح روبيرتو فيرمينيو الرقم 9.

ليفربول بحاجة لمهاجم رئيسي هداف، صلاح رغم تميزه ومهارته لكنه لن يغطي العجز الواضح في صفوف الفريق بهذا الجانب، 4 أسباب تجعل مطالب الجماهير منطقية تماماً.

1- لا يوجد هداف في ليفربول. مسألة الاعتماد على ساديو ماني أو روبيرتو فيرمينيو لم تكن ناجحة كهدافين حيث سجل الأول 13 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي والآخر 11 هدف، فيما سجل فيليب كوتينيو 13 هدف. حتى محمد صلاح سجل 15 هدف في الدوري الإيطالي. هذه الأرقام جيدة للاعبي خط وسط والأجنحة هجومية، لكنها لا تجعل اللاعب هداف مميز أو رأس حربة من طراز عالي.

الفوز بالألقاب أو المنافسة عليها، أو الذهاب بعيداً في دوري أبطال أوروبا يتطلب تواجد هداف على سوية عالية ضمن صفوف الفريق.

2- خيار الاعتماد على دانييل ستوريدج أثبت فشله موسماً تلو الآخر. المهاجم الإنجليزي يعاني من إصابات مزمنة ويبدو أنه لن يتخلص منها، كما صرح بأن المشكلة وراثية في عائلته مما يوحي بعدم حلها. النادي الكبير من المفترض أن لا يربط مستقبله بلاعب مجهول المصير في الملاعب، كما لا ننسى بأن يورجن كلوب غير مقتنع كثيراً بقدرات ستوريدج.

كما أنه في حال رحيل ستوريدج (غير وارد حتى الآن) فإن النادي سيكون بحاجة لمهاجم بديل، أوريجي لا يمكن أن يكون بديل لفيرمينيو لأن ذلك يعني تغيير أسلوب اللعب والتكتيك المتبع خلال المباراة بسبب اختلاف اللاعبين تماماً في الأدوار والقدرات، وهو ما سيربك الفريق وربما يفقده السيطرة على المباراة كلما أجرى  تبديلاً في خط الهجوم.

3- أسلوب لعب يورجن كلوب بحاجة لرأس حربة واضح دوره في الملعب، كان كذلك في بوروسيا دورتموند وماينز وسيبقى كذلك في ليفربول. الضغط العالي والمتواصل على المنافس في مناطقه يتطلب وجود رأس حربة يكون نقطة أولى للضغط أو خيار أول لإنهاء الهجمة سريعاً في حال افتكاك الكرة في مناطق المنافس. كما أن البناء السريع للهجمات بأقصر الطرق عبر التمريرات السريعة يتمحور دائماً حول رأس الحربة مثلما كان يحصل مع روبرت ليفاندوفسكي.

قارنوا بين نتائج دورتموند مع كلوب قبل رحيل ليفاندوفسكي وبعد رحيله ستعرفون الفارق.

4- الهداف ضروري في الملعب لأنه يزيد من قوة شخصية الفريق ويجعله متطلب أكثر ويرغب أكثر في تحقيق الانتصارات باستمرار بما يخدم كلوب في منح فريقه هوية البطل. طبعاً إن كان مهاجم يملك الطموح والمهارة، وليس من أشباه المهاجمين الذين جلبهم ليفربول إلى صفوفه في السنوات الأخيرة.

5- منذ رحيل سواريز تراجعت نتائج الفريق وأصبح غير قادر على الوقوف كمنافس قوي في الدوري الإنجليزي الممتاز، النادي لم يقم بتعويض اللاعب حتى الآن وهذه نقطة ضعف فاضحة في الأندية الكبرى خصوصاً حينما تتأثر النتائج بهذا التغيير.