كثر الحديث في الفترة الماضية عن رحيل ليونيل ميسي مهاجم برشلونة خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة بسبب سوء العلاقة التي تجمعه مع المدير الفني لويس إنريكي.

ومع مرور الوقت بدأت الأمور تتضح أكثر وأصبح من الصعب رؤية أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني خارج النادي الكاتالوني خصوصاً في الفترة الحالية.

ولو نظرنا إلى قانون اللعب المالي النظيف الذي أصدره الاتحاد الأوروبي عام 2011 بهدف تخفيض المبالغ المالية الضخمة التي يقدمها المستثمرين الأجانب من أجل التعاقد مع ابرز نجوم اللعبة في الوقت الحالي سنجد أن نص القانون يفيد أنه يتوجب على الاندية التي ترغب بشراء لاعبين جدد ان تكون القيمة المالية الواردة لصندوق النادي اكبر من المبلغ المصروفات.

ويرفض برشلونة الدخول في مفاوضات مع اي نادي إلا اذا تواجد مبلغ 250 مليون يورو الشرط الجزائي الموجود في عقد ميسي، ولكن بوجود أشخاص أمثال الروسي رومان ابراموفيتش رئيس تشلسي، والقطري ناصر الخليفي مالك نادي باريس سان جيرمان سندرك ان هذا المبلغ يعتبر شيء زهيد لما يملكه كلاهما حالياً.

وبالعودة إلى قانون الاتحاد الأوروبي سنجد ان المبلغ الذي دخل خزينة تشلسي هذا العام هو 300 مليون يورو وبلغت مصروفاته 245 مليون يورو مما يعني انه لديه ربح صافي 55 مليون يورو وهذا المبلغ من الصعب وصوله إلى الرقم المطلوب للحصول على خدمات الأرجنتين حتى لو استغنى عن خدمات بعض من لاعبيه.

اما بالنسبة لباريس سان جيرمان الفرنسي فقد وقف عاجزاً هذا الموسم ولم يستطيع صرف مبلغ 70 مليون يورو من أجل ضم الجناح الأرجنتيني انخيل دي ماريا الي اودى به المطاف في مانشستر يونايتد الإنجليزي، لذلك سيكون من المستحيل الوصول إلى صافي ربح بحدود 150 مليون يورو هذا الموسم وهو يقدم مستوى سيء على جميع الاصعدة كروياً.

مانشستر يونايتد هو الآخر قادر على دفع هذا المبلغ نظراً لعقد الرعاية الذي عقده مع شركة أديداس في الصيف الماضي، لكن إدارة النادي لن تفرط في مبلغ مثل هذا مقابل لاعب واحد لا سيما وان الفريق بحاجة الى تعزيز صفوفه في مراكز عديدة اهمها خط الدفاع وحراسة المرمى بعدما ارتبط الإسباني دي خيا بالرحيل صوب الفريق الملكي.

ولو نظرنا إلى ريال مدريد سنجد انه النادي الوحيد الذي يمكنه الحصول على خدمات البرغوث الأرجنتيني نظراً لان الايرادات وصلت للمبلغ 500 مليون يورو وحقق ربح صافي بحدود 125 مليون يورو بعد فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكن النادي الملكي يخطط حالياً لبناء ملعب جديد ويحتاج للأموال ولن يفرط بها من أجل التعاقد مع لاعب والتخلي عن ابرز نجومه لتغطية نكاليف الصفقة التي ستتجاوز 300 مليون يورو بعد دفع ضرائب الصفقة، ناهيك عن صعوبة إقناع ميسي بارتداء القميص الملكي بعد ان امضى غالب مسيرته ضمن صفوف الغريم التقليدي.

وبالنهاية تبقى مانشستر سيتي الذي يملكه الشيخ الإماراتي منصور بن زايد الذي تعرض لعقوبة صارمة من الاتحاد الأوروبي هذا الموسم بدفع ضريبة مالية قدرت بحوالي 21 مليون يورو لتجاوزه لوائح اللعب المالي النظيف واجباره على تقليص رواتب لاعبيه من اجل ضمان استمراره بالمشاركة في البطولات الأوروبية، وإذا تكرر الأمر فانه سيواجه الحرمان من المشاركة بدوري أبطال أوروبا لذلك فهو مستبعد كلياً.