سبورت 360- إذا ما أردنا إعطاء عنوان لمُباراة اليوم بين أتالانتا الإيطالي و فالنسيا الإسباني في ذهاب دور ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا فربما لن نجد أفضل من عنوانٍ يؤكد على أنها ستكون مُباراة المُكافحين الذين يعملون في صمت.

الفريقان ليسا من صفوة أندية القارة العجوز ذات الأسماء الرنانة، ولا يملكان تاريخاً مُرصعاً بالنجوم في المُسابقات الأوروبية، ولكن ما يجمعهما هو الرغبة الجادة في انتزاع مكان يليق بهما في دنيا الكرة.

وكثيرة هي نماذج التاريخ التي أخبرتنا أن انحسار الضوء عن فريق من المُجتهدين لا يعني بالضرورة أنهم الطرف الخاسر لا محالة، فالرجال هم من يصنعون بسواعدهم و أقدامهم قصصاً من البطولة تُسطر تفاصيلها بحروفِ من نور.

والمُتابع لنسخة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم يستطيع أن يلمس الأداء القوي المُقنع للمُتنافسين الليلة خلال مشوار البطولة.

 و أصبحت خطواتهم تُشبه خطوات مُمثل لم تُقنعه أدوار الظل فدفعه طموحه للمضي قُدماً واثق الخُطى حتى انسل من خلف الستار ليجد نفسه أمام الجمهور وهو يؤدي أمامهم دورالبطولة بكل شجاعة وسط تصفيق حاد.

التأهل الدرامي لفالنسيا و أتالانتا

قاسم مشترك يجمع الفريقين المُتنافسين اليوم هو أن تأهلهما لهذا الدور كان سينمائياً درامياً بحق.

أتالانتا الذي يخوض مُسابقة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه كانت بدايته في دور المجموعات سيئة للغاية، وخسر أول ثلاث مُباريات بنتائج كبيرة.

بدايته كانت أمام دينامو زغرب وخسر برُباعية نظيفة، قبل أن يخسر مُجدداً أمام شاختار دونيتسك بهدفين لهدف، ليتلقى بعدها الفريق الهزيمة الأكبر له بالخسارة من مانشستر سيتي بخمسة أهداف لهدف.

تماسك الفريق وبدأ في مرحلة التعويض بتعادل مثير مع السيتي على أرضه، قبل أن يفوز على دينامو زغرب بهدفين دون رد، ليكون ختام المشوار مُبهراً بالفوز على شاختاردونيتسك بثلاثة أهداف دون رد في أوكرانيا.

فالنسيا بدوره كان تأهله مُبهراً، ويكفينا أن نقول أن قبل جولة الختام كان فالنسيا هو الطرف الأقل ترشيحاً من بين المُتنافسين الثلاثة على الصعود في مجموعته وكان أياكس أمستردام الهولندي و تشيلسي الإنجليزي مُرشحان أكثر منه للوصول لدور ثمن النهائي.

قبل جولة الختام، كان أياكس أمستردام مُتصدراً المجموعة برصيد 10 نقاط، وكان كلاً من تشيلسي و فالنسيا في المركز الثاني برصيد 8 نقاط.

 البلوز كان لديهم مباراة سهلة نسبياً مع ليل على أرضهم، فيما يكفي أياكس التعادل على أرضه أمام فالنسيا لتأمين مقعده بين كبار أوروبا.

لم يكن أمام فالنسيا سوى الفوز على نادي العاصمة الهولندية على أرضه وهو ما تحقق بالفعل في أكبر مفاجأت اليوم الأخير من دور المجموعات للبطولة الأوروبية، وسجل الهدف نجم الفريق رودريجو مورينو، ليتأهل الفريق كأول مجموعته في إنجاز يستحق الثناء بالنظر لظروف المجموعة.

أداء قوي في الدوري المحلي

ويُقدم فالنسيا و أتالانتا أداءً قوياً في الدوري الإسباني و الإيطالي هذا الموسم، وأنجزوا نتائج رائعة ضد كبار الدوري في كلا البلدين.

 أتالانتا يحتل الترتيب الرابع في جدول الدوري الإيطالي، برصيد 45 نقطة، ونجح الفريق في تحقيق عدد من النتائج الهامة يأتي أبرزها بالطبع الفوز بخماسية نظيفة على أيه سي ميلان، وانتصر الفريق على روما بهدفين لهدف، وكان سبباً في ضياع نقطتين من إنترميلان بالتعادل معه على أرض جوزيبي مياتزا بهدف لكل فريق.

أما فالنسيا فيحتل الترتيب السابع في الدوري الإسباني برصيد 38 نقطة، وإن كانت النتائج ليست على المستوى المطلوب لجمهور الخفافيش إلا ان الفريق نجح على أرضه الميستايا في إحراج كبيري الليجا، فكان فالنسيا مُتقدماً على مُنافسه ريال مدريد حتى اللحظات الأخيرة قبل ان يُدرك الميرنجي التعادل، وفاز الفريق على برشلونة بهدفين دون رد سجلهما نجم الفريق ماكسي جوميز.