موقع سبورت 360 – يخرج من منزله كل يوم في منتصف الليل تاركاً أسرته الصغيرة وحيدة، مدمن على الكحوليات، وأحياناً يتناول المخدرات، لا يكترث بتربية الأولاد ولا بالتخطيط لمستقبلهم، أما علاقته بزوجته فهي أشبه بمسلسل عربي درامي ممل لا يتابعه سوى عائلة البطل.

الغريب أنه يرفض فكرة الانفصال، ليس حباً بزوجته وأولاده، ولا تمسكاً بالحياة الأسرية التي لا يعيشها أساساً، وإنما لأنه يتعامل مع أفراد عائلته على أنهم ممتلكات شخصية له، وليسوا بشراً لديهم متطلبات وحقوق من الواجب توفيرها لهم.

عندما أتذكر هذه الشخصية النمطية للرجل الذي يسيء معاملة أسرته، أتذكر جاريث بيل نجم ريال مدريد على الفور، لاعب مهمل في كل الجوانب الاحترافية، ويعترف أنه لم يعد يستمتع بممارسة كرة القدم، يمضي معظم وقته بالعيادات الطبية وملاعب الجولف، وبالرغم من كل ذلك، يرفض الرحيل، تطابق عجيب في الحقيقة.

الآن فهمنا لماذا وكيل جاريث بيل الأعلى دخلاً في العالم

النجم الويلزي أدلى قبل يومين باعتراف خطير لم يفكر في عواقبه، حيث قال “عندما تكون في سن 18 عاماً، فإن الاحتراف في كرة القدم يكون حلماً بالنسبة لك، لكن الشغف يختفي عندما تلعب لفترة طويلة، اشعر أنني بحاجة للتفكير في أمور غير كرة القدم”.

قبل 3 أيام، تفاجأت بتقرير من مجلة فوربس الأمريكية يؤكد أن جوناثان بارنيت وكيل أعمال جاريث بيل هو الأعلى دخلاً في العالم، الأمر أثار فضولي، لأن بارنيت ليس بوكيل الأعمال الشهير إعلامياً مثل خورخي مينديز وكيل أعمال رونالدو والعديد من النجوم الآخرين أو مينيو رايولا الوكيل الذي جعل بول بوجبا ينتقل لمانشستر يونايتد بصفقة قياسية.

على أية حال، لم أبحث في سبب تفوق بارنيت على باقي وكلاء أعمال الرياضيين في العالم، لكنني استلهمت الإجابة بعد اطلاعي على تصريح جاريث بيل، فيبدو أن النجم الويلزي يمنح حصة كبيرة من راتبه لوكيل أعماله من أجل ترقيع تصريحاته الساذجة.

لا أفهم الآلية التي يعمل بها عقل جاريث بيل، فتخيل نفسك أنك تلعب في ريال مدريد النادي الأشهر عالمياً، والانتقادات تنهال عليك في كل ساعة، ومستواك متدني للغاية، وتتعرض لإصابة كل أسبوعين تقريباً، والصحافة تتهمك بأنك غير مبالي ولا تتحمل المسؤولية، ثم تأتي وتخرج بتصريح من هذا النوع وتعترف أنك فقدت المتعة في ممارسة كرة القدم، يا للعجب!

بالطبع جوناثان بارنيت مارس هوايته المفضلة وقام على الفور بالإدلاء بتصريح يؤكد فيه أن موكله جاريث بيل يشعر بالسعادة في ريال مدريد، ولا ينوي مغادرة النادي، تصريح روتيني سمعناه عشرات المرات من قبل، لدرجة أن نصف الصحف العالمية تجاهلته، فمن سيصدق وكيل الأعمال واللاعب نفسه يقول فقدت شغفي بكرة القدم بشكل عام، وليس بالريال وحسب؟

أملك حل سحري لك عزيزي جاريث بيل يخلصك من معاناتك، ببساطة اعتزل كرة القدم، لأنك كما تشعر بالملل بتواجدك في عالم الساحرة المستديرة، نحن أيضاً بتنا نشعر بنفس الأحاسيس السلبية عندما نراك بالملعب، فأكثر شيء مثير نراه منك في أرض الميدان هو عندما تقوم بربط شعرك بعد كرة رأسية فاشلة.

إن كان قرار الاعتزال غير مناسب لك لأنك ما زالت تريد الحصول على مزيد من الأموال، فعلى الاقل ارحل عن ريال مدريد، حاول تغيير الأجواء لعلك تجد السعادة التي تبحث عنها، ولعلنا نتخلص من رؤيتك وأنت ساقط أرضاً وتتألم من إصابة عضلية جديدة، كما أن هذا سيجعل فلورنتينو بيريز يضم نجم جديد يضيف بعض المتعة لبطولة الدوري الإسباني ومباريات الكلاسيكو بدلاً مشاهدة لاعب أشبه بـ “الزومبي”، جسد بلا روح.

ربما يكون كلاقي قاسياً بعض الشيء، ويصل لدرجة “الوقاحة” بنظر عشاق النجم الويلزي، لكن أحياناً تكون الوقاحة أدباً إن كان المقصود بالكلام شخص يريد كل شيء دون أن يقدم أي شيء.

هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.