من الأمور الجدلية في الأسابيع الأخيرة والقضايا التي ما زالت عالقة ولم يجد لها جواب حتى الآن، هل حقاً يفكر بيريز ومديره الفني بينيتيز في سحب البساط تدريجياً من تحت أقدام كريستيانو رونالدو في ريال مدريد ومنح صولجان الشهرة والقيادة لجاريث بيل أو خاميس رودريجيز؟

من شاهد إعلانات قمصان ريال مدريد في الموسم الكروي 2015-2016 بكل تأكيد سيلاحظ أن الدون ظهر في الظل في جميع الصور والقمصان، مارسيلو وخاميس رودريجيز وجاريث بيل احتلوا واجهة إعلانات قمصان ريال مدريد، ملاحظة لا يمكن اغفالها كون قيمة رونالدو السوقية وشهرته تتحتم على ريال مدريد والشركة المنتجة وضعه في واجهة أي إعلان خصوصاً أنه حامل جائزة الكرة الذهبية.

وحتى نكون أكثر صدقاً في نقل الملاحظة، رونالدو يعتبر واجهة شركة نايك وأحد أهم أركانها في عالم كرة القدم، بينما يقدم قميص ريال مدريد من شركة أديداس التي يعد خاميس رودريجيز وجاريث بيل ومارسيلو رجالها الأوفياء بشكل شخصي وبعيداً عن ريال مدريد، لذلك ربما تلجأ أديداس لوضع صور نجومها في واجهة الإعلان ما دام الدون يمثل الشركة الأكثر تنافساً معها في العلامة التجارية حول العالم.

الصراع بين أديداس ونايك ربما يكون التحليل المنطقي والأكثر اقناعاً لسبب تواجد الدون في الظل خلال إعلانات قمصان ريال مدريد، لكن ما يجعل القصة تحتمل تأويلاً آخر هو وجود بوادر في الواقع الفني مع بعض الأنباء الصادرة من الصحف المقربة من البيت الملكي تبين أن هناك شيء يطبخ في مصنع قرار فلورنتينو بيريز.

في نهاية موسم 2014-2015 حاول رونالدو الضغط على إدارة ناديه برئاسة فلورنتينو بيريز من أجل الابقاء على كارلو أنشيلوتي مدرباً للفريق الأول عبر المطالبة بذلك بشكل صريح عبر حسابه على أنستجرام، محاولة باءت بالفشل تماماً كون بيريز بعد أيام قليلة أقال كارلو وعين بينيتيز في مكانه.

تصرف رونالدو لم يمر مرور الكرام في البيت الملكي خصوصاً أن بيريز لا يحب من يفرض عليه قرارات بحكم نجوميته أو شهرته، أيام قليلة بعد ذلك بدأت تصدر أنباء من صحيفتي ماركا وأس تتحدث عن رغبة بينيتيز في التقليل من نجومية رونالدو على حساب تعظيم نجومه خاميس وبيل.

من السهل تكذيب أنباء الصحف الإسبانية لكن من الصعب جداً تكذيب الواقع الكروي، بينيتيز يصر في الآونة الأخيرة على اشراك جاريث بيل في مركز صانع الألعاب ويريد جعله محور هجمات ريال مدريد، بينما تؤكد التقارير أن الدون لا يشعر بالراحة مع هذا النمط كونه أصبح معزول عن باقي زملائه في الفريق.

بيل ورغم تعرضه لانتقادات شرسة من قبل جماهير ريال مدريد ووسائل الاعلام إلا أنه ما زال النجم الأول في تشكيلة أنشيلوتي وبينيتيز، رونالدو حتى وإن كان أفضل لاعب في الريال خلال افتتاح الدوري الإسباني والأكثر محاولة على المرمى فهذا لا ينفي أنه بالفعل كان معزولاً على الجناح الأيسر.

وربما نتسائل، هل يعقل أن يفكر بيريز وبينيتيز في سحب البساط من تحت أقدام رونالدو تدريجياً رغم روعة أدائه الشخصي؟ من غير المنطقي القبول بذلك، لكن ربما يكون له دوافع أخرى مثلما قلنا في البداية ومنها تدخل رونالدو في مهام بيريز في تعيين المدرب، بالإضافة إلى انفعاله المتكرر على جاريث بيل في المباريات الرسمية مع انفجاره في وجه بينيتيز بدون سبب في الجولة الاستعدادية للموسم الجديد.

لكن الحصول على النتائج من خطة بينيتيز وبيريز (إن كانت موجود فعلاً) يبقى مرهون فقط بتراجع مستوى رونالدو وتحسن مستوى جاريث بيل وتطور مستوى خاميس رودريجيز, بغير ذلك سيبقى الكلام مجرد جدل على ورق!

** اقرأ أيضاً: رونالدو غير مرتاح مع نظام بينيتيز ويجد نفسه بعيد عن الفريق!