"ريال مدريد قدم لي كل شيء وكل ما أرغب به" كلمات مؤثرة ودع خلالها إيكر كاسياس النادي الملكي، تصريح أخير حاول من خلاله القديس بأخلاق الفرسان انهاء الجدل الدائر حول رحيله عن بيته الذي قضى 25 عاماً فيه متوجهاً إلى بورتو البرتغالي.

تصريح كاسياس وإن كان متوقع من حارس مرمى خلوق إلا أنه لن يقنع شريحة واسعة من عشاق ريال مدريد ومناصري الأندية المنافسة، كما أن العديد من الاعلاميين يرون أن النادي الملكي تصرف بطريقة مجحفة بحق قائد فريقه بعد سنوات طويلة من العطاء.

الهجوم الشرس على ريال مدريد لتخليه عن كاسياس مستغرب بعد 3 سنوات تراجع فيها مستوى القديس، 3 سنوات من التخبط والعشوائية والأداء المهزوز, 3 مواسم من المشاكل وعدم الاتزان في الذود عن مرماه، كاسياس كان بمثابة الشبح بين خشباته الثلاث في الكثير من المباريات خلال الأعوام القليلة الماضية.

ولو ألقينا نظرة سريعة على المواسم الثلاث الماضية لوجدنا أن هناك 3 رجال خسروا معركة البقاء مع كاسياس، مورينيو المدرب السابق، دييغو لوبيز، وكيلور نافاس الذي جلس احتياطاً للقديس رغم أنه كان أفضل حارس في كأس العالم 2014!

النادي قرر مواصلة دعم قائده دون تراجع، لكن بعد أن كان إيكر أحد أهم أسباب خروج الريال خالي الوفاض من الألقاب موسم 2014-2015 أصبح من الضروري ضم حارس مرمى جديد بمواصفات أفضل، حقيقة لا يمكن انكارها، كاسياس كان أقل مستوى من ريال مدريد الموسم المنصرم لكنه رغم ذلك سيرفض الجلوس بديلاً لصالح دي خيا!

الغريب في رحيل كاسياس أن الجميع ربطه برحيل تشافي هيرنانديز عن برشلونة وعقد مقارنة بين طريقة تعامل الناديين مع أساطيرهم، مقارنة أقل ما يقال أنها سخيفة كون عقد مايسترو خط الوسط ينتهي مع برشلونة الصيف المقبل مما يعني أن البرسا تخلى عن نجمه من أجل مستقبل الفريق، تصرف حكيم ومثالي مثل تصرف ريال مدريد مع كاسياس.

الفارق الوحيد بين كاسياس وتشافي في مسألة رحيلهم أن ريال مدريد سيدفع للقديس 12.5 مليون يورو حتى يستمر في اللعب بمسابقة دوري أبطال أوروبا كون بورتو لا يستطيع دفع أجر اللاعب الضخم، هدف القائد السابق للريال واضح وينحصر في أن يصبح أكثر من خاض مباريات في دوري أبطال أوروبا، بينما لم يساهم برشلونة في بقاء تشافي في أوروبا بدفع فارق أجره السنوي رغم أنه ينافس كاسياس في مسألة الرقم الأوروبي القياسي!

ريال مدريد فعل كل شيء حتى يستطيع كاسياس استعادة توازنه لكن من الواضح أن حارس المرمى لم يعد أسطورة مثلما كان، ومن حق أي نادٍ في العالم أن يبحث عن حلول أفضل لمستقبله كون كرة القدم تستمر في الدوران وستتخطى كل من لا يتحرك معها. الريال ضحى في العام الحالي بالأموال من أجل قائده السابق، واستمرار التضحية من أجل نجم واحد يعد ضرب من العبث والجنون في عالم كرة القدم.

** اقرأ أيضاً .. كاسياس يبكي: إنه اليوم الأصعب في حياتي