تستحوذ مباراة الكلاسيكو المرتقبة بين برشلونة وريال مدريد على اهتمام عشاق كرة القدم بشكل عام والكرة الإسبانية بشكل خاص لما لها من أهمية كبيرة على جميع الأصعدة، فهناك العديد من الأمور التي يمكن الحديث عنها قبل اللقاء، منها “الاستحواذ على الكرة” الذي يعد عنصراً أساسياً في أسلوب لعب الفريقين خلال الموسم الحالي.

برشلونة تفوق بجميع مباريات الكلاسيكو منذ عام 2008 بنسبة الاستحواذ على الكرة باستثناء مباراة واحدة فقط، وقد ترسخ أسلوب السيطرة على الكرة في النادي الكاتالوني منذ وصول المدرب بيب جوارديولا الذي أحدث ثورة بالفريق وفي عالم التدريب.

على الجهة المقابلة، يعد ريال مدريد من الفرق التي تعتمد على الاستحواذ، لكن ليس بشكل رئيسي، ولا مشكلة لديه إن خسره في المباريات الكبيرة إن كان ذلك يؤمن له الفوز، حيث تعتمد فلسفة الفريق الملكي على أسلوب اللعب المباشر بصورة أكبر.

لكن مع وصول جولين لوبيتيجي، تغير الفريق من هذه الناحية، وبتنا نلاحظ أن الاستحواذ أصبح غاية في النادي الملكي وليس وسيلة كما كان سابقاً، حيث يبلغ معدل استحواذ الفريق هذا الموسم 64% في المباراة الواحدة، وهي نسبة كبيرة جداً، خاصةً لو قارنها بمعدل الفريق في الموسم الماضي الذي لم يتجاوز 57%.

ومن خلال هذه الأرقام، وما شاهدناه من ريال مدريد هذا الموسم، فمن المؤكد أن الاستحواذ في الكلاسيكو سيكون المعركة الأكثر تنافساً بين الفريقين، وذلك بعيداً عن النتائج السيئة التي يحققها النادي الملكي، أو حتى اللتي حققها برشلونة في الآونة الأخيرة.

ولا يمكن توقع من سيكون له الأفضلية في الاستحواذ خلال هذه المباراة بعد أن كان توقع أمراً كهذاً سهل للغاية خلال السنوات الماضية، لكن يمكن القول أن برشلونة سيكون له الكلمة العليا في حال مشاركة آرثر ميلو الذي يسجل الفريق نسب عالية بالاستحواذ بحضوره، ومباراة إنتر ميلان الأخيرة خير مثال، حيث وصلت فيها نسبة استحواذ البرسا إلى  68%.

والأمر نفسه ينطبق على ريال مدريد تقريباً، حيث ستزيد مشاركة إيسكو من حظوظ الفريق بالتفوق بالاستحواذ في الكلاسيكو، أما في حال مشاركة ماركو أسينسيو فإن لوبيتيجي قد يتنازل عن هذه المعركة للفوز بالمعركة الأهم وهي استغلال المساحات وتسجيل الأهداف.