"كاسياس أفضل حارس مرمى دائماً" تصريح ديفيد سيلفا نجم خط وسط منتخب إسبانيا ليس الأول من نوعه بين لاعبي اللا روخا، إيكر يتلقى الدعم المتواصل والمستمر من زملائه في المنتخب بمناسبة أو دون مناسبة، سواء انخفض مستواه الفني أو قدم مستوى مميز.

غرابة دعم نجوم إسبانيا لكاسياس تنبثق من عدم تلقي القديس ذات الدعم والمساندة داخل غرف خلع ملابس ريال مدريد، في النادي الملكي نسمع تصريح ثابت في المواسم الثلاث الأخيرة "نمتلك حارسي مرمى جيدين" على عكس ما يحصل في أروقة اللاروخا حيث يكون الدعم لكاسياس ضد زملائه ومنافسيه وأبرزهم ديفيد دي خيا.

ولو عدنا بالذاكرة إلى كأس القارات 2013 لوجدنا أن كاسياس البديل في ريال مدريد تلقى الدعم من لاعبي برشلونة في المنتخب بشكل أكبر مما حصل عليه فيكتور فالديز أفضل حارس مرمى في إسبانيا بذلك الوقت، حادثة غريبة ما زالت تتكرر لكن لها أسبابها المقنعة.

أولاً، مساندة كاسياس من قبل لاعبي برشلونة الذين يمثلون جزء كبير من قوة المنتخب الاسباني تنبثق بالأساس من كره نجوم البرسا الكبير لعدوهم اللدود جوزيه مورينيو. موسم 2012-2013 اشتعلت الحرب بين مورينيو وكاسياس مما جعل نجوم برشلونة يعلنون دعمهم التام للقديس وسط غياب المساندة لإيكر داخل الريال، الهدف الرئيسي كان ينبثق من انتقاد قرارات مورينيو وتوجيه ضربة جديدة وقاضية له في حربهم الشخصية معه، ثم يأتي السبب الثانوي بأن إيكر تجمعه علاقة مميزة مع لاعبي برشلونة.

بعد رحيل مورينيو بدأ كاسياس في مواجهة صافرات الاستهجان داخل أسوار سانتياجو برنابيو مع ظهور حالات انتقاد واضحة لمستواه الفني في صحف مدريد، هذه العملية منحت نجوم برشلونة دافعاً جديداً لمساندة إيكر.

ثانياً، هذا عن لاعبي برشلونة، لكن ماذا عن لاعبي الأندية الأخرى وأبرزهم ديفيد سيلفا؟ في الحقيقة كاسياس يستمد محبته بين لاعبي المنتخب كون دوره كقائد للاروخا كان مميز للغاية في السنوات الماضية بشكل أكبر من دوره كقائد في ريال مدريد.

ففي الوقت الذي حاول خلاله القديس لم شمل لاعبي اللاروخا واحتواء الخلاف بين نجوم ريال مدريد وبرشلونة مما تسبب بحصد لقب يورو 2012، لم يعمل إيكر على لم شمل لاعبي ريال مدريد وتوحيد غرف خلع الملابس في السنوات الثلاث الماضية.

حتى عندما ظهرت بوادر خلاف بين رونالدو وجاريث بيل لم يكن لكاسياس أي دور في احتواء المسألة، كما أنه لم يعمل بشكل فعلي على دمج بيل بأجواء الفريق. هذه الأخطاء جعلت كاسياس يبتعد عن دور القائد خصوصاً بعد حديث بعض الصحفيين عن مساهمته في تسريب أخبار غرف خلع الملابس الأمر الذي تسبب في انقسام صفوف الفريق موسم 2012-2013.

ثالثاً، منتخب إسبانيا لم يتأثر بانخفاض مستوى كاسياس مثلما تأثر بذلك ريال مدريد. صحيح أن القديس قدم مستوى كارثي في كأس العالم 2014، لكن الجميع كان متفق أن اللاروخا ككل كان سيء جداً والأمر لم يقتصر على إيكر لوحده. على عكس ما حصل في الريال، إيكر كان سبب رئيسي في تذبذب مستوى الفريق الملكي خلال المواسم الثلاث الماضية، حتى عندما كان الفريق يقدم أفضل مبارياته ضد أتلتيكو مدريد في نهائي دوري الأبطال 2014 كاد حينها القائد أن يتسبب في ضياع حلم حصد العاشرة!

كاسياس كان الحلقة الأضعف في ريال مدريد مما تسبب في فقدانه للثقة وفقدان زملائه الثقة بقدراته، بينما لم يكن في إسبانيا الحلقة الأضعف كون في وقت الانهيار الفريق بجميع خطوطه كان ضعيفاً.

** اقرأ أيضاً .. دافيد سيلفا: كاسياس الأفضل دائمًا