مرة أخرى يجد خلالها ريال مدريد نفسه في وضعية صعبة في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا جراء تراكم المباريات القوية التي سيخوضها الفريق، في الوقت الذي يفتقد خلاله كارلو أنشيلوتي لقائد خط الوسط لوكا مودريتش، ومهاجميه جاريث بيل وكريم بنزيما.

المدرب الايطالي وجماهير ولاعبو ريال مدريد اكتسبوا جرعة ثقة كبيرة بعد تحقيق الفوز على الغريم أتلتيكو مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة خلال الموسم الحالي، لكن جرعة الثقة هذه لن تكون ذات فائدة إن لم يظهر الريال بذات التصميم والإصرار والقوة على انتزاع الانتصار الليلة عندما يواجه سيلتا فيجو في ملعب بالايدوس.

الريال لا يوجد امامه أي هامش للخطأ في الليجا خصوصاً بعد فوز برشلونة في الديربي على جاره إسبانيول بهدفين دون رد، لذلك رجال أنشيلوتي سيتعرضون لضغط المنافس الشرس الذي هزم البرسا والأتلتيكو في الموسم الحالي، ولضغط نتائج الخصم برشلونة، ناهيك عن ضغط المباريات وتعدد الاصابات.

مشكلة الفريق الملكي أن الأيام المقبلة بالنسبة له لن تشمل على مواجهة سيلتا فيجو فقط، حيث سيحل ضيفاً على خصم عنيد آخر لم يهزم على ملعبه خلال الموسم الحالي، إشبيلية الذي خطف نقطتين من برشلونة ومنح اللوس بلانكوس بعضاً من الأمل في حصد لقب الدوري الاسباني سيكون السبت المقبل حجر عثرة في طريق أنشيلوتي ولاعبيه في طريق تحقيقهم لسلسلة انتصارات جديدة.

وإذا استثنينا مواجهة ألميريا وسط الاسبوع الحالي كون المباراة على الورق تبدو في متناول يد ريال مدريد، فإننا سنجد أنفسنا نسلط الضوء بشكل كبير على مواجهة وسط الاسبوع المقبل والتي تجمع الملكي مع يوفنتوس الايطالي في تورينو. مواجهة يتمحور حولها موسم ريال مدريد وفي حال لم يكن بنزيما جاهز لخوض اللقاء إلى جانب مودريتش فسوف يتعرض الريال لذات الضغط الذي واجهه ضد أتلتيكو مدريد.

إقرأ أيضاً: ريال مدريد ومستقبل تشيتشاريتو .. قرار حكيم بعيداً عن العاطفة

وإقرأ أيضاً: لماذا اعتمد أنشيلوتي على راموس في خط الوسط بدلاً من بيبي؟

الميرنجي يطمح بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكن عليه أولاً اجتياز حاجز السيدة العجوز خلال 180 دقيقة من القلق والترقب والمعاناة البدنية والفنية والتكتيكية، وسط هاتين المواجهتين سيستقبل الريال ضيفه فالنسيا في قمة أخرى بمسابقة الدوري الاسباني، مواجهة ليس بمقدور أنشيلوتي التفريط بأي نقطة خلالها إن أراد حصد اللقب المحلي الغائب عن خزائن فريقه منذ عام 2012.

إذاً هي خمسة مواجهات نارية في ظرف 17 يوم بمعدل مباراة نارية كل 3.5 يوم! مواجهات لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة للفريق الملكي تضاف إلى مواجهة ألميريا السهلة على الورق.

مطلع العام الحالي خاض الريال 3 مواجهات ضد غريمه أتلتيكو مدريد، كما خاض مواجهات صعبة أخرى ضد فالنسيا وإشبيلية، المحصلة كانت خمسة مباريات في ظرف 33 يوم تقريباً تخللها بعض المواجهات الأخرى التي في متناول اليد، لكن في ظل غياب مودريتش لم يحقق الريال سوى انتصار وحيد متلقياً ثلاث هزائم!

نعم، إنهم أسبوعين ونصف من المعاناة والترقب، من خلالهم إما أن يودع الريال الموسم مكتفياً بلقب كأس العالم للأندية، أو يواصل السعي لحصد الألقاب الكبيرة.