بعد نتيجة الذهاب بين ريال مدريد ونابولي (3-1)، أجزم الكثيرين على أن كتيبة المدرب زين الدين زيدان حسمت التأهل بنسبة كبيرة جداً، فالفوارق بالأداء والجودة كان واضحاً جداً خلال المباراة، وتم عكس ذلك من خلال النتيجة أيضاً والتي كانت لتكون أكبر لولا إهدار مهاجمي الريال فرص سهلة.

لكن تردد في الآونة الأخيرة حديث عن إمكانية عودة نابولي في لقاء الإياب الذي سيقام في معقله يوم غد الثلاثاء، وذلك بعد النتائج السيئة التي سجلها ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني، حيث حقق انتصارين فقط في آخر 4 مباريات وخسر الصدارة لمصلحة غريمه التقليدي برشلونة، في الوقت الذي حقق فيه نابولي فوزاً ثميناً على روما في ملعبه.

البعض يخشى تكرار سيناريو شالكه وبوروسيا دورتموند اللذان كانا قريبان من قلب الطاولة على ريال مدريد في الإياب خلال السنوات الماضية، فنابولي يملك جميع الأسلحة الهجومية التي تمكنه من إزعاج دفاعات الميرنجي التي استقبلت 8 أهداف في آخر 4 مباريات.

مهمة ريال مدريد سهلة .. كل ما يحتاجه هو الواقعية

شاهدنا زين الدين زيدان يتخلى عن واقعيته خلال المباريات الأخيرة والتي حققت له نجاحات باهرة، فلم يكن هناك ارتداد دفاعي كما يجب، وكان الفريق يهاجم بعدد كبير من اللاعبين ويترك مساحات شاسعة في الخلف، وهو أسلوب لم نعتد عليه من المدرب الفرنسي في العام المنصرم، أو على الأقل ليس في جميع المباريات وبالذات الصعبة.

كل ما يحتاجه ريال مدريد هو لعب مباراة مغلقة كالتالي لعب بها أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي، أو أتلتيكو مدريد وإشبيلية هذا الموسم، فتسجيل الأهداف ليس المعضلة في الفريق الملكي، لأنه من الصعب انتهاء المباراة دون أن تهتز شباك نابولي بغض النظر عن الطريقة التي سيتبعها زيدان، لكن المشكلة الحقيقة تكمن في العملية الدفاعية، وهنا نقصد المنظومة ككل وليس رباعي خط الدفاع فقط.

إن وجد مهاجمي نابولي نفسهم “واحد ضد واحد” فإن ريال مدريد سيعاني حتماً في هذا اللقاء، فهم يمتازون بالمهارة والسرعة والذكاء أيضاً، لذلك يجب على زيزو اللعب بتحفظ، وذلك لا يعني أن يدافع طوال 90 دقيقة، بل تجنب الاندفاع المبالغ به نحو الهجوم مثلما شاهدنا في المباريات الماضية.

في النهاية تبقى عودة نابولي صعبة للغاية، فصحيح أن فوزه بنتيجة 2-0 سيمنحه بطاقة التأهل، لكن كيف سيمنع فريق زار شباك المرمى في 46 مباراة متتالية من التسجيل في مرماه؟