سبورت 360 – لم يكن يتوقع أشد المتفائلين من جماهير نادي ريال مدريد الإسباني، التتويج ببطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، في الموسم المنصرم.

ريال مدريد حصد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2017، رغم أن الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد خلال أخر 4 مواسم.

عند تعاقد النادي الملكي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لتولي مهمة تدريب الفريق، لم يتوقع الكثير من جماهير الميرنجي أن يحقق المدرب هذا النجاح على مستوى الألقاب.

في الصيف الماضي، غادر زين الدين زيدان، وحل محله أنشيلوتي، بسبب عدم تنفيذ مطالب المدرب الفرنسي فيما يتعلق بالصفقات الجديدة، وقرر فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، استقدام مدرب غير متطلب، في هذه المرحلة الانتقالية، وبالفعل تم التعاقد مع كارلو.

سوق الانتقالات

ريال مدريد خسر في الصيف الماضي الثنائي الأساسي في خط الدفاع، الإسباني سيرخيو راموس والفرنسي رافاييل فاران، وتم فقط التعاقد مع قلب دفاع وحيد، وهو النمساوي ديفيد ألابا، من بايرن ميونخ الألماني.

الميرنجي تعاقد أيضًا مع الفرنسي إدواردو كامافينجا، من رين، مع عودة الويلزي جاريث بيل، عقب نهاية إعارته مع توتنهام هوتسبير الإنجليزي.

بيريز أخطأ في الصيف الماضي بعدم التعاقد مع ظهير أيمن أساسي، بجانب عدم ضم جناح أيمن مميز، للعب على حساب ماركو أسينسيو.

رئيس اللوس بلانكوس أخطأ أيضًا في إهدار الكثير من الوقت في مفاوضات التعاقد مع الدولي الفرنسي كيليان مبابي، جناح باريس سان جيرمان، خلال صيف 2021.

ميزة أنشيلوتي

أنشيلوتي ليس من المدربين الذي يصرون على تطبيق طريقة لعب معينة بنظام صارم، وليس من أفضل المديرين الفنيين من حيث النواحي التكتيكية والخططية داخل الملعب، ولكنه يتمتع بميزة لا توجد في الكثير من المدربين.

يتميز المدرب صاحب الـ 62 عامًا بعدم الدخول في صدامات مع لاعبي فريقه أو إدارة النادي، ويتمتع بالهدوء في إدارة غرف خلع الملابس، فلا يمكنك أن ترى أي لاعب يجلس بديلًا ينتقد قرارت المدرب الإيطالي، لأن الكل يشعر بالارتياح في العمل معه.

كارلو نجح في الموسم المنصرم في التعامل مع لاعبي ريال مدريد بشكل جيد من الناحية الذهنية، ويمكن أن نرى ذلك الأمر في تطور مستوى الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور، جناح الميرنجي، تحت قيادة المدرب الإيطالي.

شخصية البطل

الموسم المنصرم أثبت بلا شك أنه لا يوجد أي فريق يملك شخصية البطل داخل الملعب مثل ريال مدريد، سواء على مستوى الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.

اللوس بلانكوس حقق الفوز بعد التأخر في النتيجة هذا الموسم في 9 مباريات، في الليجا ودوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا، وهو ما يدل على أن الفريق لا يتأثر ذهنيًا بعد التأخر في النتيجة، ولا ينهار تحت الضغط.

شخصية ريال مدريد القوية في المواقف الصعبة تأتي من المدرب، ومن وجود لاعبين قادة وأصحاب خبرات داخل الملعب، مثل كل من، داني كارفاخال، ديفيد ألابا، لوكا مودريتش، كاسيميرو، توني كروس، تيبو كورتوا وكريم بنزيما.

ولا يمكن بالتأكيد نسيان المستوى الفردي الاستثنائي الذي قدمه الثلاثي مودريتش وكورتوا وبنزيما، وخصوصًا الأخير، سواء من حيث تسجيل وصناعة الأهداف، أو حتى مشاركته في كل مراحل بناء اللعب، وتأثيره الكبير كقائد على زملائه داخل الفريق.

بشكل عام، يعتبر موسم ريال مدريد استثنائيًا، بسبب النجاح الكبير الذي حققه الفريق الملكي على عكس كل التوقعات.