لن تحتمل جماهير برشلونة اخفاق جديد في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد الإقصاء من ربع النهائي في المواسم الثلاث الماضية، وهو ما يجعل مباراة ليون يوم الأربعاء القادم هي الأكثر أهمية للفريق منذ بداية الموسم الحالي، ومن المفترض أن هناك تحضيرات خاصة لهذا اللقاء.

برشلونة تعادل سلبياً مع ليون في لقاء الذهاب الذي أقيم بمعقل الفريق الفرنسي، ويحتاج للفوز بأي نتيجة في لقاء العودة الذي سيقام على ملعب الكامب نو لكي يعبر إلى ربع النهائي، بينما يصب التعادل الإيجابي بأي نتيجة في مصلحة الخصم.

ليون أظهر أنه يملك أسلحة لمضايقة برشلونة في مباراة الذهاب، وكان قريباً من التسجل في أكثر من لقطة خلال الشوط الأول لولا تألق اندريه تير شتيجن الذي اعتدنا عليه، وبالتالي هناك مخاوف لدى الجماهير من إمكانية حدوث مفاجأة في موقعة الكامب نو يوم الأربعاء، خصوصاً وأن الفريق لا يقدم كرة قدم مثالية في الآونة الأخيرة رغم أن نتائجه ممتازة.

بالطبع الترشيحات كلها تصب في مصلحة برشلونة، وهذا أمر منطقي نظراً لفارق الجودة بين الفريقين، لكن على فالفيردي الحذر من بعض التفاصيل التكتيكية التي قد تكلفه خسارة المباراة، بل وخسارة منصبه أيضاً.

عدم إشراك فيليب كوتينيو

الأمر ليس متعلق بتدني مستواه وفقدان الثقة وحسب، بل هناك أسباب تكتيكية أخرى تجعل وجوده في الملعب أمراً غير مستحب، والسبب بسيط، برشلونة سيخلق حلول هجومية في جميع الأحوال، وفعل ذلك فعلاً في مباراة الذهاب لكن الحظ لم يحالفه في الكثير من الأحيان، بينما عانى الفريق كثيراً على الصعيد الدفاعي ومن الهجمات المعاكسة للفريق الفرنسي، وهي النقطة التي يجب أن يأخذها فالفيردي بعين الاعتبار.

على الأغلب سيغيب عثمان ديمبيلي عن اللقاء بسبب الإصابة، ويجب أن يتم تعويضه بلاعب خط وسط رابع، والحديث هنا يدور عن أرتورو فيدال أو سيرجي روبيرتو، لأن ليون اظهر امتلاكه قوة كبيرة في وسط الملعب في مباراة الذهاب، حتى انه تفوق على خط وسط البرسا في الكثير من الأحيان.

كذلك لن يقدم كوتينيو الإضافة الدفاعية التي يحتاجها فالفيردي بالتغطية، فهو يفتقر للارتداد السريع وللقوة البدنية، وفي ظل عدم تقديم ميسي وسواريز أدوار دفاعية أيضاً، سيكون هناك حاجة للاعب خط وسط رابع كي يساند الثلاثي سيرجيو بوسكتس وآرتور ميلو وإيفان راكيتيتش في عملية الضغط وإغلاق المساحات على الأطراف.

الاستحواذ وحده لن يفيد بشيء

من خلال متابعة لقاء الذهاب، كان واضحاً أن ليون درس برشلونة جيداً، فقد دافع بطريقة ممتازة معظم الوقت، وأوقف أخطر حيلة يستخدمها البرسا في الموسم الحالي، وهي توغل جوردي ألبا بالقرب من منطقة الجزاء وتحويل كرة عرضية لليونيل ميسي، كما كان الفريق الفرنسي ذكياً بالتعامل مع البرغوث، فلم يركز على افتكاك الكرة منه بقدر تركيزه على مراقبة اللاعبين المتحركين حوله.

فالفيردي يجب أن يخلق حلول جديدة في العملية الهجومية لمفاجأة ليون، صحيح أن البرسا قادر على التسجيل بالحلول التقليدية لأن الخصم لن يبقى مركزاً على مدار 90 دقيقة، لكن هذا ليس مضموناً، وقد نشهد سيناريو مفاجئ كتسجيل الضيوف هدف مبكر يزيد الضغط على الفريق ويجعله مطالباً بتسجيل هدفين.

الحلول يجب أن تأتي من لاعبي خط الوسط، وتحديداً إيفان راكيتيتش وسيرجي روبيرتو (أرتورو فيدال)، هذا الثنائي يجب عليه التوغل إلى منطقة الجزاء عندما يستلم ميسي الكرة، أولاً لمنح النجم الأرجنتيني خياراً آخر في التمرير الحاسم، وثانياً لتحرير لويس سواريز الذي كان عليه رقابة لصيقة في مباراة الذهاب، والأمر نفسه ينطبق على جوردي ألبا الذي ينطلق من الخلف ويستلم كرات ساقطة.

كما ينبغي على البرسا تسريع رتم المباراة قدر الإمكان، لأن ليون فريق ليس صلب دفاعياً كما يظن البعض، لكنه قدم مستوى مثالي في لقاء الذهاب لأن برشلونة هو من ساعده على ذلك، فكان تناقل الكرة بطيء للغاية، وسمح للفريق الفرنسي دائماً بإعادة ترتيب أوراقه الدفاعية.

عدم الاندفاع واستجرار ليون

كما قلنا، من الصعب أن لا يسجل برشلونة على ملعب الكامب نو أمام خصم لا يعد ضمن الأقوى في أوروبا، وبالتالي يجب التفكير في الدفاع بشكل أكبر لأن كل هدف يتلقاه الفريق سيعقد مهمته كثيراًز

برشلونة يجب أن يدافع بنفس الكيفية التي لعب بها أمام ريال مدريد في لقاء إياب الليجا، عند فقدان الكرة، ينبغي عودة اللاعبين إلى منتصف الملعب وإغلاق جميع المساحات على ممفيس ديباي ونبيل فقير اللذان يملكان السرعة والمهارة لصناعة الفارق، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة في بعض الأوقات التي يجيد الفريق تطبيقها بشكل ممتاز مع إرنستو فالفيردي.

طبعاً، لا نقصد أن يلعب برشلونة بطريقة دفاعية، وإنما عدم التكاسل عندما تكون الكرة بحوزة ليون، فلا مشكلة من الدفاع بثمانية لاعبين ببعض الأوقات، فهذا سيحد كثيراً من خطورة الفريق الفرنسي، كما سيتيح للبرسا مساحات في مناطق الخصم يمكن لليونيل ميسي ولويس سواريز استغلالها بسهولة، تماماً كما لعب الفريق مع ريال مدريد.