لم يتبع أتلتيكو مدريد نهج الأندية العملاقة والكبرى خلال الصيف، معظم الفرق الكبرى خاضت عدة مباريات ودية خلال الأيام الماضية سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو شرق آسيا، وحتى الفرق المتوسطة أجرت عدة مباريات بنية الاستعداد للموسم الجديد في أوروبا أو خارج القارة العجوز.

لكن في خضم ذلك كله بقي أتلتيكو مدريد يغرد خارج السرب في سياسة مختلفة تماماً خلال الصيف، الروخي بلانكوس ما زال بعيد عن حساسية المباريات حيث خاض لقاء وحيد فقط حتى الآن ضد تولوكا المكسيكي وانتهى بالتعادل السلبي بدون أهداف.

سيميوني قام بتجربة 24 لاعباً خلال مواجهة تولوكا مما يوضح حاجته الماسة لهذه المباراة من أجل منح لاعبيه الحساسية المطلوبة قبل انطلاق الموسم، الأمر الذي يضع علامة استفهام حول تأخر اللقاءات الودية للفريق حتى مطلع أغسطس.

لا نستطيع القول بأن أتلتيكو مخطئ بترتيب جدوله خلال الصيف، لكن على الأقل لا يبدو أنه من الحكمة خوض جدول مضغوط بالمباريات الودية خلال أول 10 أيام من شهر أغسطس، أتلتيكو سيخوض 5 نزالات في ظرف 12 يوم فقط، رغم أنه كان متفرغ قبل ذلك.

أتلتيكو سيخوض غمار كأس أودي التي تقام في ملعب أليانز أرينا معقل بايرن ميونخ، حيث سيواجه نابولي أولاً في الأول من أغسطس، وعلى ضوء نتيجة اللقاء سيواجه في اليوم التالي ليفربول أو البايرن.

بعد ذلك سيتجه إلى إنجلترا لمواجهة برايتون في السادس من أغسطس، ثم سيعود إلى إسبانيا لمواجهة خيتافي، قبل أن ينهي استعداداته بمواجهة ليجانيس في 12 أغسطس.

أتلتيكو ربما يكون بحاجة لأن يعيد النظر في موسم الاستعدادات الصيفية ويعمل على توزيع المباريات الستة على مدار 24 يوم بدلاً من 12 يوم، كما يجب أن يعيد النظر بالمسألة التسويقية للاستعدادات الصيفية.

أندية أوروبا العملاقة، وحتى المتوسطة مثل توتنهام هوتسبير، جميعها خاضت جولات دولية ودية في شرق آسيا والولايات المتحدة، هذه الجولات تدر على الأندية دخلاً إضافياً خلال الصيف وتمنحه في ذات الوقت الاحتكاك الكافي في المباريات الودية، وهو ما خسره أتلتيكو هنا.

الروخي بلانكوس يجب أن يطور من قدراته التسويقية ويبحث عن صفقات أفضل مع منظمي البطولات الودية الصيفية على الأقل في الولايات المتحدة إن أراد تجنب الإرهاق في شرق آسيا، كما سيكون بحاجة لبدء موسمه الاستعدادي مبكراً لترتيب الأفكار بشكل أفضل من قبل المدرب.