عندما يتم الاعلان عن خبر ما ، لابد لكي نصل إلى حقيقته علينا أولا أن نقوم بعملية ضبط لواقع هذا الخبر ، وفقا للواقع والوقت والمسلمات المطروحة أمامنا ، فأن كان الخبر مضبوط صحيحاً وقتها فقط نتحدث عن أحتمالية صحته ، وخبر رونالدو ليس مضبوط إطلاقا.

أولا : الخبر بدأ تداوله عندما قامت صحفية أبولا البرتغالية بعمل تقرير عن حزن رونالدو من عدم تلقيه الدعم من ريال مدريد في قضيته ، ومن ثم بدأت كل وسائل الأعلام بتناقل الخبر كلا بطريقته ، وأنا شخصيا أرى أن هذه الصحيفة قامت بالأمر لشيئين لا ثالث لهم.

الاول : أنها لم ترى دعم من نادي ريال مدريد حقيقي لقضية كريستيانو رونالدو ، فقامت بهذا الأمر لتنبيه الريال لذلك ، وهى كصحيفة برتغالية لا تريد لأسطورة بلدها أن يسجن أو تتم مسائلته أو أي شئ من هذا القبيل ، ومن الممكن أنها قامت بهذا الأمر بتعليمات من مينديز أو رونالدو.

الثاني : أن خورخي مينديز قام بهذا الأمر من أجل دفع ريال مدريد إلى تجديد عقد كريستيانو رونالدو وأرغامهم على قبول الشروط التي سيفرضها عليهم ، وبذلك يكون أمتلك عامل الضغط في يده ، لانه بذلك سيمتلك رغبة الجماهير كلها في تجديد عقد الدون بعد ما قدمه خلال مسيرته وخاصة الموسم المنقضي .

ولا ننسى أن سيرجو راموس قام بنفس الأمر منذ عامين بمساعدة صحيفة الآس وهدد النادي بالرحيل وكسب تعاطف الجماهير وكان له ما أراد .

ثانبا : الوقت الذي تم فيه تداول الخبر لا يؤيد صحته إطلاقاً ، وذلك لانه أتى في وقت حقق فيه رونالدو كل شئ مع الفريق ، وينتظر الحصول على الكرة الذهبية وأفضل لاعب في أوروبا وجائزة الفيفا لأحسن لاعب في الموسم ، وحقق أرقام لا يمكن تحطيمها ، وبالتالي أتى الخبر في فترة رونالدو فيها سعيد جداً ، ولقد صرح هو بذلك .

ثالثا : الدعم ، يتحدثون عن أن رونالدو حزين بسبب أنه لم يتلقى دعماً من ريال مدريد وهذا ليس صحيحاً إطلاقا ، لان ريال مدريد أصدر بيان في اليوم الذي تم تداول هذه الأخبار فيه وأكد ثقته الكاملة في موقف رونالدو ، وأنه سيدعمه إلى النهاية ، ومن طبع ريال مدريد هو عدم ترك لاعبيه إطلاقا ، وما حدث مع بنزيما سابقا مثال على ذلك ، فما بالكم أن كان هذا اللاعب هو رونالدو .

رابعا : علاقة كريستيانو رونالدو بكلا من فلورنتينو بيريز وزيدان لا يمكن لأحد أن يشكك فيها ،  فرونالدو يمتلك علاقة مع الثنائي رائعة جداً ، وبيريز صرح سابقا في أكثر من مرة أن رونالدو سيعتزل في ريال مدريد ، بالأضافة إلى علاقته باللاعبين والجماهيير والصحافة ، فمن يتحدث عن أنه لا يشعر بالحماية فهو مخطأ لا محالة ، لأن رونالدو لو كان مذنب فعلا لن يتخلى عنه ريال مدريد إطلاقا ، فما بالكم وهو لم يتم تقدم أي اتهام رسمي ضده حتى الآن.

خامسا : كيف علمت صحيفة الماركا بقول كريستيانو رونالدو لزملائه في المنتخب أنه سيرحل عن الريال لا محالة ، لابد أن أحد نقل لهم الخبر من اللاعبين وهذا صعب جداً ، والخبر المقابل  له أن رونالدو تم سؤاله منذ يومين وقال : أنه مطمئن جداً وسيبقى في ريال مدريد للأبد .  بالأضافة إلى أنه لو سلمنا بصحة هذه الأخبار ، فأن رونالدو لو رحل سيثبت التهمة عليه وهو ليس بهذا الغباء ، بالأضافة إلى أنه سيتهم بالهروب وهذه لوحدها ستبصم على تاريخه بعار كبير جداً في ريال مدريد ، بالأضافة إلى أن رحيله سيؤكد للمحكمة تهربه وبالتالي سيدان لا محالة ، وبالتالي فقرار الرحيل لا يمكن تصديقه إطلاقا ، لان رونالدو ليس بهذا الغباء وليس هو من يهرب  .

– وأخيراً رونالدو ليس أي لاعب عابر في تاريخ ريال مدريد ، بل هو أفضل لاعب في تاريخ ريال مدريد ، وكل الأرقام القياسية الخاصة بالنادي مسجلة بأسمه ، وبالتالي فأن ريال مدريد لن يتخلى عن رونالدو إطلاقا حتى لو كان مذنب ، لأن هذا الأمر سيمس سمعة ريال مدريد أيضا بكون أفضل لاعب في تاريخ النادي تهرب ضريبياً وسجن أو قام بالهروب .. ألخ .

وبالتالي فأن كل ما يتم تداوله الأن وما سيتم تداوله لاحقاً ليس ألا صفقة أعلامية كبيرة جداً يربح من خلالها الجميع ، حتى ولو كان خورخي مينديز وكيل اللاعب ، بالأضافة إلى الأموال الطائلة التي سيحققها الأعلام من خلال الحديث عن أكثر شخص يتم متابعته في العالم ، بعيداً عن كون الأمر صحيحا أم لا ، فالأمر كله متعلق بالبيزنيس فقط ولا شئ آخر.

وأرى أن ما قام به رونالدو ليس متعلقا بريال مدريد بقدر ما هو متعلق بأسبانيا كدولة ، فكما يعلم الجميع أن كريستيانو رونالدو أكثر شخص يقوم بدفع ضرائب في أسبانيا كلاعب وكفرد ، بحيث يدفع سنويا ما يقرب من 40 مليون يورو ، والأن تتم مطالبته بدفع 14 مليون يورو وألا يتم سجنه ، فهو يضرب بذلك عرض الحائط ، حيث أنه برحيله ستخسر أسبانيا كلية وليس ريال مدريد ، سواء من الكلاسيكو أو الصور أو الأعلانات وشركات رونالدو وكل شئ متعلق برونالدو سينتهي بلا رجعة ، وبالتالي ما كانت ستحققه أسبانيا من رونالدو هو 14 مليون يورو في حال تمسكهم بالقضية ، وفي حال أنهم لو تركوا الأمر كما هو عليه سيربحون ما يفوق 40 مليون يورو سنويا ، وألا يرحل وتذهب هذه الأرباح إلى دولة أخرى.