كل متابع لكرة القدم بشكل عام و عشاق البلوجرانا بشكل خاص يدركون أن برشلونة الذي قدم أجمل كرة في تاريخ المستديرة مع البيب جوارديولا إلى جانب ميلان ساكي بدأ في الانحدار تدريجيا منذ ابتعاد بيب عن دكة الاحتياط عقب تولي تاتا و تيتو و أخيرا لويس انريكي تدريب برشلونة في السنوات الخمس الأخيرة لتبدأ التيكي تاكا التي اجتاحت العالم في فقدان بريقها و خاصة بعد رحيل أفضل من طبقها على الميدان تشافي هيرنانديز كما قال بيليجريني :” التيكي تاكا لن تغيب عند رحيل جوارديولا بل ستغيب حين يرحل تشافي ” و بعد سوء تدبير من إدارة -غير كفؤة- لتقلد مناصب إدارية في فريق بحجم البارسا و نذكر على سبيل المثال تشافي و ألفيس اللذان كانا اللبنة الأساسية في برشلونة و عدم الإتيان ببديلين لهما بالإضافة إلى التخلي عن جملة من المواهب التي تم بيعها من لاماسيا و عدم الاستفادة لا التجارية ولا الرياضية منهما و أبرز مثالين على ذلك تياجو ألكانترا و هكتور بيليرين و اللذان تألقا بعيدا عن أسوار الكامب نو كل هاته العوامل و أخرى كانت سببا في انهيار هاته المنظومة -جزئيا- .

لويس انريكي الذي نجح بشكل أو بآخر من ناحية الألقاب لكن أضاع هيبة النادي الكتلوني و خاصة آخر موسمين و الذي بدأت بوادر الانهيار فيه من مباراة لمباراة حتى أتت مباراة باريس لتدق المسمار الأخير في نعش لويس انريكي و لولا قدرة الثلاثي الخارق الأمامي لانتهى الحال بما أسوأ عليه بكثير.

نعود لموضوعنا و هو ارنستو فالفيردي و هل هو حقا الحل الأمثل و الأفضل لبرشلونة للعودة للسكة الصحيحة،فالفيردي ابن النادي و صال و جال في لاليجا ما بين فالنسيا و اسبانيول و فياريال ثم بيلباو إذن هو خبير (إن صح التعبير) في دوري اسبانيا ، يلعب كرة واقعية معتمدا على 4-2-3-1 و القريبة من 4-3-3 الخاصة ببرشلونة لكنني -شخصيا- أؤمن أن معظم النجاح لا يكمن في الخطة بل يكمن أكثر في تمركز اللاعبين و مدى قدرتهم على استيعاب أفكار مدربهم.

لنكن واقعيين فالفيردي ليس أفضل الخيارات لكنه خيار جيد فكلما امتلك الأدوات إلا و يؤدي ما هو مطلوب منه أي أنه ليس مدرب بفكر هجومي مجنون أو مدرب من طينة جوارديولا لكنه خيار مناسب في هذا التوقيت بالضبط لاستجماع الفريق ، نظرا لأن أسلوبه يعتمد على الضغط و على دفاع المنظومة و ليس دفاع الخطوط كما قام به انريكي هذا الموسم .

أرى أن فالفيردي سيتبع 4-3-3 و إن لم يكتب لها النجاح سيتحول ل 4-2-3-1 ، يمتاز فالفيردي بأنك ترى تدخلاته التكتيكية وسط المباراة كما أنه يساعد اللاعبين على استخراج أفضل ما لديهم و هو بالفعل ما يحتاجه برشلونة مقارنة بالصفقات التي قام بها هذا الموسم كأندري جوميز و دينيس سواريز الذي لم يأخذ فرصته كاملة و من شروط نجاحه أن يكون صديقا للنجوم و تفادي الاصطدام بهم و خلق جو هادئ بعيدا عن المشاحنات كذلك أن يخلق

مداورة صحيحة و في وقتها و هو ما يتطلب الدخول بقوة في سوق الانتقالات وتعزيز خطي الدفاع و وسط الميدان و بيع كل من لا يحتاجه الفريق .

خلاصة: نسبة نجاح المدرب الجديد كنسبة فشله و يتبقى الأمر لديه إن أحسن استغلال زاده البشري أو لا و تسييره للنجوم وتقييده لهم بأوامر تكتيكية فكل مقومات النجاح يمتلكها فالفيردي إن أحسن التدبير.