بعد النجاح الباهر الذي حققه فريق ريال مدريد تحت قيادة زيدان ، كان لابد من النظر عن أهم العوامل التي من خلالها تم تحقيق هذا النجاح ، فلا ينكر أحد أن زيدان قد أضاف كثيرا لريال مدريد منذ توليه قيادة الفريق ، ونحن هنا سنبين هذه العوامل بالتفصيل على حلقات متتابعة لانه يصعب جداً حصر كل هذه العوامل في مقال أو أثنين ، وسيتم عرض حلقة من سلسلة هذه الحلقات كل يوم .

الحلقة الرابعة : أسلحة الفريق.

لكي يتفوق ريال مدريد على خصومه ويحقق الانتصارات كان لابد أن يتفوق في أسلحته التي يمتلكها على أسلحة خصومه ، بحيث تعددت أسلحة ريال مدريد تحت قيادة الرائع زيدان مما أسهم في تحقيق البطولات التي حققها مع ريال مدريد ، وسوف نقوم بألقاء نظرة هنا على هذه الأسلحة وما ساهمت في تحقيقه لريال مدريد.

– اللاعبين

دائما ما يقولون أن عناصر هذا الفريق أو ذاك رائعة وبالتالي ستكون الحظوظ في صالحة ، وهذا هو ما حدث مع ريال مدريد ، فريال مدريد يمتلك أفضل لاعبين في العالم في كل المراكز سواء كان ذلك على مستوى اللاعبين الأساسين أم الأحتياطيين ، يمتلك أفضل لاعبين في العالم في كل مركز سواء الدفاع أو الوسط أو الهجوم ، بالأضافة إلى إمتلاكه دكة قوية من لاعبين دائما ما كانوا يعطون الحلول للمدرب والفريق في حال قيام زيدان بأجراء تغيرات.

– اللياقة البدنية

من أهم ما يميز ريال مدريد في هذا الموسم عن المواسم السابقة هى اللياقة البدينة العالية التي تمتع بها لاعبوه خلال الأشهر الأخيرة ، فريال مدريد تفوق على الجميع بأن وصل إلى مرحلة الحسم من الموسم بجاهزية عالية جداً على مستوي اللياقة البدنية ، وهذا هو ما أعد له زيدان جيدا من بداية الموسم بالتعاقد مع أنطونيو بينتوس وكان له ما أراد ، حيث تفوق على الجميع بدنيا بطريقة رائعة وساعده ذلك في الفوز في مباريات كثيرة كان أخرها نهائي دوري الأبطال.

– التركيز والهدوء

يحسب لزيدان أيضا حضور لاعبيه ذهنيا بأفضل طريقة ممكنة خلال مباريات الموسم المنقضي ، حيث كان لاعبيه حاضرين ذهنيا بطريقة رائعة جداً في أغلب المواجهات ، ومبارتي البايرن ذهابا وأيابا واتليتكو أيابا كانت دليل لتفوق لاعبي الريال ذهنيا على جميع الخصوم ، كما أنهم تميزوا بالصبر في أغلب المواقف الصعبة التي تعرضوا لها ، بالأضافة إلى إمتلاك ردة فعل قوية جداً في حال تم التسجيل عليهم أو خروج المباراة عن سيطرتهم.

– الضغط

مما نجح زيدان في أضافته لريال مدريد هو تطبيق أسلوب الضغط في طريقة لعبه ، بحيث كان يستخدم الضغط كثيرا وخاصة في خط الوسط ، مما كان يعطيه أفضلية كبيرة في عملية أفتكاك الكرة سريعا والسيطرة عليها والأستحواز عليها والتحكم في رتم المباراة ، كما أنه كان يقوم بالضغط العالي في مناطق الخصم في أحيان كثيرة جدا ، وسجل أهداف كثيرة نتيجة لهذا الضغط العالي.

– التحكم

من عوامل تفوق ريال مدريد على خصومه هو أمتلاكه خط وسط عبقري جدا قادر على التحكم في رتم المباراة كيفما أراد ، بقيادة كلا من مودريتش وكروس ، بحيث كان يستغل الوقت لصالحه كثيرا جدا وساعده ذلك في التحكم في رتم المباريات كيفما شاء ، فعندما كان الفريق يحتاح إلى تهدئة رتم المباراة كانوا يقومون بتهدئة رتمها ، وعندما كان يحتاج إلى السرعة كانوا يقومون بذلك كانهم يتحكمون في آلات وليس رتم مباراة .

– التحضير الجيد للمباريات

من خلال المباريات التي قدمها ريال مدريد في آخر ثلاثة أشهر من الموسم أظهرت للجميع أنه يقوم بتحضير نفسه جيدا للمباريات ، حيث لم نجده في مباراة واحدة غير قادر على التعامل مع مجرياتها أو نسقها ، فلقد تفوق زيدان في هذا الأمر بطريقة مثيرة للأعجاب بحيث كان يدرس الخصوم جيدا ويحضر لاعبيه فنياً وذهنياً وبدنياً وتكتيكياً بطريقة رائعة جدا ، وكان لهذا الأمر أثر كبير في تفوقه على أغلب الخصوم .

– تسجيل الأهداف

أمتلك فريق زيدان قوة خارقة في تسجيل الأهداف بحيث نجح في تسجيل الأهداف في 65 مباراة على التوالى متفوقا على كل فرق أوروبا ، بمعنى أنه كان يصل إلى المرمى بكل الطرق الممكنة ويسجل الأهداف ، والأهم من ذلك أنه سجل بكل الطرق الممكنة ، ونجح عشرون لاعبا من قائمة فريقه بتسجيل الأهداف ، كما نجح كل لاعبيه في صناعة الأهداف خلال الموسم المنقضي بأستثناء حراس المرمى ، بحيث أمتلك قوة ضاربة في صناعة وتسجيل الأهداف.

– كريستيانو رونالدو

بكل تأكيد زيدان محظوظ بأنه أمتلك في قائمة فريقه لاعب مثل كريستيانو رونالدو الذي نجح في حسم أصعب مواجهات الليجا الأسبانية ، وأصعب مواجهات دوري أبطال أوروبا أمام كلا من بايرين ميونخ وأتليتكو مدريد ويوفنتوس ، لأنه سلاح قوي وضارب وحاضر دائما في حال أحتاج الفريق له ، ولكن يحسب لزيدان أقناعه لرونالدو بالراحة في بعض المباريات السهلة وتحضيره جيداً للمباريات الكبيرة ، ولقد نجح الأثنين في تحقيق ما أرادوا وحققوا الأنجاز المرجو الذي حققه الفريق خلال الموسم المنقضي ، فبكل تأكيد أمتلك زيدان سلاح خارق للعادة متمثلا في كريستيانو رونالدو.