مرة أخري واقعية مورينيو تنتصر و يفوز بنهائي بطولة اوروبية من جديد و يحقق اللقب الوحيد الذي كان ينقص خزائن مانشستر يونايتد و يتأهل بالفريق الانجليزي مباشرة إلي دوري ابطال اوروبا الموسم القادم بفوزه في المباراة النهائية للدوري الاوروبي أمس  بهدفين نظيفين علي فريق أياكس امستردام الهولندي في العاصمة السويدية ستكوهولم.

فهل حقق اليونايتد الفوز بضربة حظ أم بتفوق تكتيكي و طريقة لعب مناسبة ؟ دعونا نلقي نظرة علي تصريحات كلا المدربين بعد المباراة لنعرف الإجابة .

فقد صرح المدرب البرتغالي لنادي مانشستر يونايتد قائلا : “منذ الدقائق الاولي للمباراة أدركت أن هذه المباراة في جيبي بنسبة ١٠٠% تماما كمباراة إنتر ضد بايرن في نهائي دوري الابطال ”

في حين  صرح بيتر بوش مدرب أياكس في المؤتمر الصحفي بعد المباراة قائلا : ” لم نتمكن من اللعب بطريقتنا اليوم ، ولم نتمكن من تنفيذ الضغط العالي علي اليونايتد ، كانوا يلعبوا كرات طويلة طوال المباراة ، لقد كانت مباراة مملة بلا فرص حقيقية للتسجيل ” .

عندما تسمع هذه التصريحات من كلا المدربين بعد المباراة تعرف أن الفارق في الخبرات لم يكن فقط بين اللاعبين علي أرض الملعب بتشكيلة أياكس الشابة ذات متوسط الأعمار الذي لا يتجاوز ٢٣ عام و تشكيلة الشياطين الحمر التي وصل متوسط معدل أعمار لاعبيها إلي ٢٧ عام ، بل كان فارق الخبرات بين المدربين واضح ، فمدرب رسم و خطط و كانت له  أحداث المباراة كما أراد  ففاز بالمباراة و اللقب و مدرب متفاجئ و يشتكي أن المنافس لعب الكرات الطويلة و أن المباراة كانت مملة .

من المؤكد أن مهارات لاعبي أياكس أعلي و من الممكن القول أن أغلب لاعبي أياكس أكثر جودة من غالبية لاعبي اليونايتد في مواقف واحد علي واحد داخل و علي حدود منطقة الجزاء و هذا تماما ما قام لاعبي اليونايتد بتعليمات من مدربهم البرتغالي بحرمان لاعبي أياكس منه عن طريق الضغط العالي في وسط ملعب الفريق الإنجليزي و العمل علي قطع الكرات قبل دخول لاعبي أياكس إلي منطقة جزاء اليونايتد ( قطع اليونايتد ١٨ كرة في وسط الملعب و أبعد لاعبوه ٣١ كرة من علي حدود و داخل منطقة جزائهم ) و مما ساعدهم علي ذلك إعتماد خط وسط أياكس و ثلاثي هجومه علي اللعب الفردي و محاولة الاختراقات الفردية في العمق بدلا من اللعب الجماعي و تنوع بناء الهجمات من العمق و  الاطراف لفتح و خلخلة دفاعات الفريق الإنجليزي .

و في الهجوم يعلم جيدا مدرب اليونايتد جوزيه مورينيو أنه عندما يقابل فريق يهاجم و مهارات و سرعة لاعبيه أعلي من مهارات و سرعة لاعبي فريقه فإستراتيجية بناء الهجمات و فرص تسجيل الأهداف كالآتي :

* بناء الهجمات يكون بتجنب الكرات الارضية و التمريرات القصيرة و الإستحواذ لان بسهولة الفريق المنافس سيقطع الكرات و يفسد بناء الهجمات بتطبيق الضغط العالي ، بل يكون بناء الهجمات بلعب الكرات الطويلة خصوصا إذا كنت تمتلك لاعب كفيلايني يجيد لعب هذه الكرات و متوسط أطوال لاعبي فريقك أعلب من متوسط أطوال لاعبي الفريق المنافس ( نجح فيلايني وحده في ١٥ مرة هوائية يينما نجح فريق أياكس بالكامل في ١٢ كرة هوائية فقط )

* فرص تسجيل الأهداف ستكون من ثلاث إحتمالات: إما كرات ثابتة أو ركنيات أو تسديد من خارج منطقة الجزاء ( سجل يونايتد هدفي الفوز من تسديدة من خارج منطقة الجزاء و من ركنية).

من كل ذلك تستنتج أن مورينيو وصل إلي هدفه بتحقيق الفوز بالمباراة و تحقيق اللقب بفضل واقعيته و نجاحه التكتيكي بترك الإستحواذ  للاعبي أياكس و تضييق المساحات عليهم و قطع الكرات في مناطق الخطورة لتحويله إلي أستحواذ سلبي و من ثم حرمانهم من تنفيذ الضغط العالي علي لاعبيه بلعب الكرات الطويلة و إستغلال التسديد من خارج منطقة الجزاء  و إستغلال  الركنيات ، ترك مورينيو أرقام إحصائيات المباراة من دقة تمرير و نسبة إستحواذ لصالح أياكس و فاز هو بأهم رقم في المباراة و هو النتيجة عن طريق تكتيك ناجح و مناسب لإمكانيات المنافس و إمكانيات فريقه .

و بهذا الفوز يكون السبشيال وان قد نجح في موسمه الاول مع الشياطين الحمر بتحقيقه المطلوب منه بتأهل الفريق المباشر إلي دوري الابطال و تحقيق البطولة الوحيدة التي كانت تنقص مانشستر يونايتد في تاريخه ، بل و أضاف علي ذلك بطولة كأس رابطة الاندية الانجليزية و لقب الدرع الخيرية الذي حققه في بداية الموسم .