بعد موسم طويل وشاق تمكن كلاً من ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي من الوصول إلى نهائي كارديف ، بعد ما قدموه طوال البطولة من أداء قوي ورائع ، والجميع يتسائل من هو الفريق الأقوى المرشح للفوز بهذا اللقب الكبير ، بين من يرجح كفة على أخرى وبدورنا هنا سوف نبين أهم ما يميز الفريقين من نواحي عدة ، تاركين للقارئ تحديد من هو الأقرب من وجهة نظره ، حسب المعطيات التى سنبينها فى هذا المقال .

– المدربين.

بدون شك هما أفضل مدربين في العالم خلال هذا الموسم ولكل منهم فلسفته الخاصة به ، ولكن ما يجمعهم معاً هو الوصول إلى نهائي البطولة الأصعب فى العالم وهى دوري الأبطال ، ولكننا  سنبين أهم الفوارق بين المدربين ، فمن حيث الخبرة فى مجال التدريب وبدون شك ، تميل الكفة لصالح أليجري الذي لديه خبرة كبيرة جداً فى مجال التدريب سواء مع اليوفي أو أسي ميلان الإيطاليين ، وخبرة أيضاً فى بطولة دوري الأبطال كمدرب ، وخبرة أيضاً فى مواجهة فرق كبيرة وقوية بعكس زيدان .

أما من حيث المرونة التكتيكية سنجد زيدان يتفوق في هذا الأمر ، حيث قام زيدان خلال مشواره مع ريال مدريد باللعب بأكثر من طريقة مختلفة ، حيث قام بتغيير طريقة اللعب أكثر من مرة خلال هذا الموسم ونجح في معظمها ، بعكس أليجري الذي لم يكن لديه هذه القدرة في تغيير أسلوب اللعب بكثرة كما فعل زيدان ، أما من حيث المباريات الكبيرة والتعامل معها سنجد أن المدربين نجحوا هذا الموسم كثيراً فى المواجهات الكبيرة ، وردة الفعل منهم خلال هذه المباريات كانت جيدة جداً ، فرغم عدم فوزهم فى كل المباريات الكبيرة ، ألا أنهم تفوقوا تكتيكيا فى التعامل مع هذه المباريات .

أما من حيث إدارة الفريق والمباريات ، فنجد أن كِلا المدربين رائع جدا فى قيادة فريقه بأفضل طريقة ممكنة ، حيث نجدهم جيدين جداً في إدارة اللاعبين في الفريق ، وخاصة إدارة النجوم والنجاح في التعامل معهم ، وأن كانت مهمة زيدان أصعب من مهمة أليجري في هذا الأمر ، وأما إدارة المباريات فلقد قدم المدربين خلال هذا الموسم مباريات كبيرة جداً ، نجحوا فيها بإدارة الوقت خلال المباريات بطريقة رائعة جدا ، والتعامل مع متغيرات المباريات ومتطلباتها بصورة رائعة جداً ، وأيضاً إدارة التغيرات والتحكم فى رتم المباراة كيفما أرادوا ، وبالتالي نجد أن كِلا

المدربين مخضرم تكتيكياً وأداريا بطريقة رائعة جداً .

– اللاعبين.

عندما نقارن اللاعبين في الفريقين على المستوى الجماعي سوف نجد تشابه كبير جداً ، في أتحاد الاعبين وقوة الأداء الذي يقدمونه كمجموعة مع بعضهم ، والأنضباط التكتيكي وتنفيذ تعليمات المدرب بطريقة صحيحة ، وانسجام قوي في الخطوط الثلاثة لديهم وقوة في منظومة اللعب التي يقدمونها ، أما على المستوى الفردي فسوف نجد تفوق كبير وواضح لصالح ريال مدريد ، بحيث يمتلك أقوى لاعبين في العالم في كل المراكز سواء كان ذلك على مستوى اللاعبين الاساسيين أو لاعبي الأحتياط ، حيث يمتلك في كل مركز أكثر من لاعب وكلهم على مستوى عالي جداً سواء كان من اللاعبين الاساسيين أم من لاعبي الأحتياط ، وأيضاً عامل الخبرة في البطولة الاوروبية يتفوق فيه لاعبى ريال مدريد ، حيث وصولوا ثلاثة مرات إلى نهائي البطولة في آخر أربع مواسم ، ونجحوا في الوصل إلى نصف نهائي البطولة للمرة السابعة على التوالي ، ويمتلك أغلب لاعبيه ما يقرب من 80 مباراة فى هذه البطولة ، وبالتالي يتفوق لاعبي ريال مدريد على لاعبي يوفنتوس في جانب المستوى الفردي والخبرة العالية في هذه البطولة والنهائيات أيضاً .

– حقيقة الميدان.

عندما يحين موعد لقاء كبير يبدأ الجميع بالبحث في التاريخ عن مواجهات مشابهة ، ويقومون بالحديث عن بعض الأحتمالات الواردة ، مثل عدم ثبات مستوى ريال مدريد حيث أنه تغلب على البايرن ذهاباً وأياباً ، ولكنه خسر من برشلونة ونفس الأمر مع اتليتكو مدريد ذهاباً وأياباً ، وأن اليوفي ثابت المستوى حيث واجه برشلونة وموناكو خلال أربع مواجهات بمستوى ثابت ، ومثل قولهم أن الريال فريق لا يخسر نهائيات بعكس اليوفي ، وقولهم أيضاً أن فريق إيطالي يحقق البطولة كل سبع سنوات ، وقولهم أيضاً أن الخبرة فى صالح لاعبي ريال مدريد والجودة أيضأً ، ولكني أرى أن هذه الأمور لا تعني شئ أمام حقيقة الميدان ، لانه بكل بساطة من سيكون الأفضل في الميدان سيفوز باللقب بعيداً عن أي أعتبارات أخرى .

– من الأقرب لتحقيق اللقب.

بعيداً عن كل الأعتبارات أرى أن حظوظ الفريقين متساوية جداً في هذا النهائي ، ولكني يمكنني تحديد البطل من خلال ما سيقدمه في هذه المباراة ، فالبطل بكل تأكيد هو الفريق الذي سيقوم بالأستعداد لهذه المباراة بأفضل طريقة ممكنة ، هو الذي سوف يقوم بتحضير أكثر من سيناريو لهذه المباراة ، هو الفريق الذي سوف يستخدم الوقت لصالحه بأفضل طريقة ممكنة ، هو الفريق الذي سيقوم بالتركيز على التفاصيل الكبيرة والصغيرة ، هو من سيكون لاعبيه حاضريين ذهنيا لهذه المباراة بأفضل طريقة ممكنة ، هو الفريق الذي سيستعد بدنياً لهذه المباراة بأفضل طريقة ممكنة ، هو الفريق الذي سيكون أفضل في التعامل مع متغيرات المباراة ومتطلباتها بأفضل طريقة ممكنة ، هو الفريق الذي سيستعد نفسيا لهذه المباراة بأفضل طريقة ممكنة ، هو الفريق الذي سوف ينجح في فرض سيطرته على رتم المباراة والتحكم فيها كيفما شاء .