مرتديا أبيض الريال، يركض فرحا بهدفه ضمن خماسية في مرمى برشلونة منذ عقدين، ثم يغادر بعدها قاطعا إشارة الأبيض الحمراء، ويسلخ لويس انريكي عن جلده البياض في موسم الرحيل، ويبدله بألوان الغريم برشلونة، بل وافتخر بمعاداته للريال، وطار فرحا مع كل هدف له في شباكهم، واشتبك مع من اشتبك من لاعبيهم وعلى رأسهم زيدان، أي شخصية يخبتبىء ورائها من أصبح قائدا للبلوجرانا، كيف تجتمع هذه التناقضات في هذا الجسد، هل هو الانتماء الحقيقي لعدو العدو، ام هي ثورة الانتقام من الريال،

من منصة خيخون إلى مدرج اللهيب في مدريد الى أيام الربيع في برشلونة، شخصية تحمل في داخلها الفصول الأربعة، هل تلاشي أحلامه في البيت الأبيض واستيقاظه في معسكر الأعداء، أوقد في نفسه ثورة الانتقام، ومنها استسقى صرخاته المدوية مع كل هدف في مرمى الريال، لتجلسه في قلوب عائلة الكامب نو، ويغدق عليهم ما لذ من الأهداف منذ موسمه الأول في ربوعهم.

اعتزل لويس كلاعب ، ولكن تصريحاته المستفزة للريال لم تنتهي، ولربما كانت مغازلة لقادة الكتلان ليقول أنا هنا، وكان له ما أراد، فبعد رحلة ناجحة مع رديف البارسا، عاد ليغرق في مركب توتي ورفاقه، ويقرر البدء بما هو اسهل، سيلتا فيجو، وهنا عاد لاكتشاف نفسه، وكانت الفرصة مواتية ليكون الربان القادم لسرب الكتلان، من جديد، من اعلن العداء للريال هو الآن في دكة البارسا، كاد ان يفشل ، لأنه لم يدرك ان بارسا اليوم ليس كبارسا فان جال أيام لعبه، ريفالدو يختلف مع فان جال ويرحل ، والإدارة تشد على يد فان جال، أخطئ لويس حين حاول ان يدوس خط احمر اسمه ليو ميسي، فميسي ليس ريفالدو، ولست تحميك كتيبة لاعبين هولنديين جلبهم فان جال حينذاك، وكادت الأمور ان تعصف به، ورائحة البارود ملأت غرفة ملابس البارسا، لكن انريكي اخمدها بعد أن عرف قواعد الفن النبيل مع ليو ونيمار، وعادت العجلة تدور تدهس كل يعترضها، ثلاثية في نهاية الموسم ، بل وأصبحت خماسية،  موسم أخر بثنائية الدوري والكأس ، ثنائية بطعم المرار، من جديد ،جنود سيميوني يقطعون عليهم درب الأبطال ويفسحوه  في النهاية للريال، ليعود انريكي يحمل في يديه كأسي بطولتين على استحياء ، بعد ان ذهبت ذو الأذنين لغريمه الشخصي الريال

موسم جديد، والعين الأخرى على عدو الأمس زيدان وهو يعتلي الصدارة، ويتوج عامه بمونديال الأندية، وانريكي يكافح ليلحق بركب الريال، وعيون فالفيردي وكومان واخرين ربما تترقب المشهد، انريكي على طريقة بيب جوارديولا في موسمه الأخير ينشر الضباب على مستقبله، وتصريحات منه تتغنى  بما حقق من جميع البطولات، وكأنه عهد ومضى، وأخرى تمدح فالفيردي ،تعلن ربما عن انسحاب تكتيكي يحفظ كبرياء الرجل الثوري، يعلم إن مصيره يعتمد على رفع انييستا لكأس دوري الأبطال، ولن تنفعه الهيمنة المحلية سنة أخرى، إما دوري الأبطال أو فليبدأ فالفيردي والاخرون بعمليات الإحماء، إما ان تكون سنة العسل ، أو تبدأ ربما إجراءات الطلاق، هذا إن لم يكن  رئيس البارسا بارثيميو قد أعلن الطلاق بصمت.