قد لا يكون ماورو إيكاردي هو المهاجم المثالي الذي يجب أن نستشهد بأدائه عندما نتحدث عن مواصفات المهاجم النموذجي، لأسباب غير كروية بالتأكيد! لكن إذا استبعدنا تصرفاته خارج الملعب، والتي تؤثر أحياناً على مستواه داخل الملعب، إذا نظرنا إلى قدراته فقط، سنجد أنه يقدم درساً لبعض مهاجمي الفرق الكبيرة!

لا يجب أن يحتاج مهاجم الفرق الكبيرة إلى كثير من الفرص ليسجل هدفاً.. وقد لا يسجله! تحتاج هذه الفرق إلى مهاجم يستطيع استغلال الفرص وأنصافها وأربعاها في المواجهات الكبرى، عندما تغير نصف فرصة مسار المباراة تماماً، وقد لا تتكرر الفرصة التي يحصل عليها هذا المهاجم، لذلك مهمته واضحة؛ تحويل تلك الفرصة إلى هدف، وإذا تكررت الفرصة.. يتكرر الهدف! وهذا ما يفعله إيكاردي عندما يريد أن يكون لاعب كرة قدم فقط!

سأذكر مثالين من الموسم الحالي، المثال الأول؛ مواجهة إنتر ميلان خارج ملعبه ضد روما، تقدم فريق العاصمة بهدف، وكاد يضيف الثاني والثالث والرابع! انهار الإنتر تماماً أمام هجمات ذئاب روما، لكن إيكاردي حصل على نصف فرصة فسجل الهدف الأول، ثم حصل على فرصة فسجل الهدف الثاني، تغيرت أحوال المباراة، وانهار أصحاب الأرض، وأضاف ماتياس فيتشينو الهدف الثالث لتنتهي المباراة بفوز فريق سباليتي 3-1، لو لم يسجل المهاجم الأرجنتيني الهدف الأول.. ربما كانت المباراة ستنتهي بفوز روما 3-0 أو أكثر!

أما المثال الثاني فإنه ديربي ميلانو بالأمس، ثلاثة أهداف من ثلاث فرص! هل يحتاج المدرب أو الجمهور إلى أكثر من ذلك؟! بعد تقدم إنتر ميلان بهدف ماورو إيكاردي في الشوط الأول، استفاق ميلان في الشوط الثاني ونجح في تسجيل هدف التعادل وكان الفريق الأفضل والأكثر خطورة، فماذا حدث؟ حصل إيكاردي على فرصة أخرى! في مثل هذه المواجهات إذا لم يسجلها فقد يندم، تقدم الأرجنتيني لفريقه مرة أخرى، لكن فريقه فشل في الحفاظ على التقدم، وعندما اقتربت المباراة من نهايتها، حصل الأفاعي على ضربة جزاء سجل منها نفس اللاعب الهدف الثالث، ماذا لو لعب الفريق بمهاجم آخر؟!

هل كان إنتر ميلان يستطيع الفوز بالمبارتين بدون إيكاردي؟ هل كان يستطيع الفوز لو أهدر إيكاردي الفرص التي حصل عليها؟ هل يمكن أن يهدر إيكاردي تلك الفرص ثم يقول “لكني كنت أتحرك جيداً وأفتح المساحات لزملائي”؟! إذا كنت تمتلك مهاجماً بهذه المواصفات فكل ما تحتاجه هو إيصال الكرة إلى مناطق الخطورة، وستجده منتظراً في المكان المناسب.. ثم ستجده يحتفل!