“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

عاد ماريو بالوتيلي لمستواه المعروف، عندما حصل على البطاقة الحمراء الثالثة هذا الموسم! هذا هو ماريو الذي نعرفه، موهبة كبيرة، وعقلية كارثية، هل اللاعب هو المذنب؟ هل يجب لوم مدربيه؟ هل نلقي باللوم على الحكام؟ أم على المشاهدين؟!

تعجب لوسيان فافر مدرب نادي نيس بسبب حصول مهاجمه على البطاقة الحمراء الثالثة، لذلك نحن نتعجب أيضاً، ليس بسبب البطاقات الحمراء، بل بسبب تعجب المدرب! لأننا كنا سنتعجب أكتر.. إذا لم يُطرد سوبر ماريو!

علق مدرب النادي قائلاً: “آخر نصائحي لبالوتيلي في غرفة الملابس قبل المباراة؛ لا تحصل على البطاقة الحمراء، ولا تهدر ركلة جزاء”! يبدو أن فافر لا يعرف اللغة التي يتحدث بها مهاجمه! فاللاعب المثير للجدل يفسر هذه الكلمات بطريقة أخرى، لأن لديه قاموسه الخاص! ببساطة؛ يمكن القول أن ماريو بالوتيلي التزم بنصائح مدربه!

لا تحصل على البطاقة الحمراء! هذه الجملة تحديداً لا يجب أن تقال لبالوتيلي، لأنها تؤدي إلى طرده! لنعد إلى فترة تواجد اللاعب مع إنتر ميلان، لكي نستمتع بحكاية مسلية على لسان جوزيه مورينيو، أحد أساطير الفكاهة في كرة القدم!

حكى مورينيو قائلاً: “أستطيع تأليف كتاب من 200 صفحة عن العامين اللذين قضيتهما في الإنتر مع ماريو، ولن يكون كتاباً درامياً، بل سيكون كوميدياً! أتذكر أننا ذهبنا ذات مرة لمواجهة كازان في دوري الأبطال، وفي تلك المباراة، كان جميع مهاجمي الفريق مصابين، ميليتو غير متاح، وكذلك إيتو، وكنت أعاني من مشكلة لأن ماريو كان المهاجم الوحيد المتاح”.

أضاف البرتغالي: “حصل بالوتيلي على بطاقة صفراء في الدقيقة 42، لذلك عندما ذهبت إلى غرفة الملابس بين الشوطين، قضيت 14 دقيقة من الـ15 دقيقة المتاحة للحديث مع ماريو فقط! قلت له: ‘ماريو، لا أستطيع تغييرك، ليس لدينا مهاجم بديل، لا تلمس أحداً، ركز على الكرة فقط، وإذا فقدنا الكرة، أو إذا استفزك أحدهم، أو إذا أخطأ الحكم، فلا تقم بأي رد فعل’! وفي الدقيقة 46.. حصل على بطاقة حمراء”!

هذا هو ماريو بالوتيلي، ويجب أن يتفهم لوسيان فافر هذا الأمر، حتى لا يتسبب في المزيد من البطاقات الحمراء لمهاجمه! عليه أن يغير نصائحه في المباريات القادمة، وفي أسوأ الظروف، لن يخسر شيئاً! يمكنه أن يقول لماريو قبل المباراة: “أريد الكثير من البطاقات الحمراء، أريدك أن تتفوق على سيرخيو راموس”!

هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى