من المعلوم أن رغبة أي نادٍ بالتعاقد مع لاعب ما وخصوصاً في فترة الانتقالات الصيفية تعتمد في الأساس الأول على أرقامه من حيث الكرات المقطوعة في حال كان مدافعاً ، أو عدد التمريرات الحاسمة والفرص التهديفية لو كان يلعب في خط الوسط.

ولأن إدارة برشلونة لم تعتمد على جميع هذه الأسس العلمية من حيث التعاقدات ، وهو ما أدى إلى صفقات فاشلة في السنوات القليلة الماضية ، فقد توجه جوسيب ماريا بارتوميو ومجلس إدارته إلى خيار التعاقد مع فيليب كوتينيو ، مما أضاع الكثير من الوقت.

ومع بقاء ثماني أيام تقريباً على نهاية فترة الانتقالات الصيفية التي ستبقي برشلونة دون أي صفقات تدعم موسمه الجديد وخاصة على الصعيد الأوروبي ، فإنه يتبقى خيارات قليلة للغاية أمام النادي الكتلوني لتدعيم خط الوسط الذي يعتبر من أبرز الثغرات.

لماذا كانت إدارة برشلونة ساذجة وغبية بتجاهل إريكسن على حساب كوتينيو؟

السؤال الذي طرحته في نفسي مراراً وتكراراً ، لماذا لم يتوجه برشلونة إلى خيار التعاقد مع كريستيان إريكسن الذي يتفوق من حيث الأرقام والاحصائيات وحتى في عدد الدقائق على فيليب كوتينيو ، وهل برشلونة يحتاج إلى صانع ألعاب أم جناح؟.

الدليل الأول على تفوق كريستيان إريكسن هي الأرقام المذهلة من حيث التمريرات الحاسمة في الموسم الماضي مع توتنهام الإنجليزي ، حيث صنع 15 تمريرة حاسمة مقابل سبع تمريرات حاسمة للبرازيلي فيليب كوتينيو مع ليفربول في الدوري الإنجليزي.

أما الدليل الثاني فهو تفوق النجم الدنماركي من حيث القوة والقدرة البدنية ، حيث شارك كريستيان إريكسن في 3165 دقيقة مع توتنهام في بطولة الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي ، مقابل 2244 دقيقة خاضها فيليب كوتينيو مع ليفربول.

وفيما يتعلق بتفوق كريستيان إريكسن على نظيره فيليب كوتينيو فهو في عدد التسديدات على المرمى ، حيث سدد الدنماركي 133 تسديدة مقابل 106 للبرازيلي ، في حين سدد أريكسن 45 كرة مباشرة على المرمى ، مقابل 39 تسديدة لفيليب كوتينيو.

وبمقارنة بسيطة بين اللاعبين من حيث القدرة على الاستمرارية على أرض الميدان ، فقد شارك كريستيان إريكسن على سبيل المثال في 36 مباراة في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي ، بينما شارك كوتينيو في 31 مباراة ، مما يعكس الفارق الكبير بينهما.

ولأن الأرقام هي المعيار من حيث انتقاء اللاعبين ، وهو ما لا تفعله إدارة برشلونة ، فقد حصل كريستيان إريكسن في الموسم الماضي على نسبة 96 بالمئة من صحة التمريرات ، متفوقاً على ديفيد سيلفا 75 بالمئة، فيليب كوتينيو 58 بالمئة ، مسعود أوزيل 89 بالمئة.

وفي النهاية ، فإن إريكسن هو من يحتاجه برشلونة لتعويض رحيل الأسطورة تشافي هرنانديز ومعالجة مشكلة غياب أندريس إنيستا المتكرر وليس كوتينيو ، ومع ذلك فيجب القول أن إدارة توتنهام أصعب بكثير وكثير من ليفربول من حيث التفاوض على بيع لاعبيه.

للتواصل مع الكاتب ..