سبورت 360- سكنت أنفاس الأسطورة واستسلمت عيناه لتسدل جفنيها للأبد، توقف قلبه الثائر عن النبض وصعدت الروح إلى السماء، رحل راقص التانجو عن عالمنا ولكن بصمة قدميه ستبقى خالدة تتناقل قصصها الأجيال.

وضع ملك كرة القدم تاجه المُرصع في جعبته الذهبية وغادر، ترك فنان الفقراء على كل أرض لمسها علامة تؤكد أن ساحراً مر من هنا ونثر بعضاً من سحره، حفر اللاتيني القصير في أذهان الجميع صورته البهية بلمسة نحاتٍ ماهر يعلم أن الجمال كله يكمن في أدق التفاصيل، ومن يُمكنه أن يصل لتلك المكانة غير دييجو أرماندو مارادونا.

فارق أسطورة الأرجنتين مارادونا الحياة، مساء أمس الأربعاء، بعد مُعاناة مع المرض عن عُمر ناهز الستين، بعد أن سجل اسمه كواحدٍ من أبرع من لعب الكرة في تاريخ البشرية.

أحرز مارادونا مئات الأهداف التي ستظل مُسجلة في تاريخ الرياضة الشعبية الأولى في العالم، نستعرض عشرة منها لن ينساهم أبداً عُشاق الساحرة المستديرة.

(10)

خداع حارس البوكا

في 1980 كان مارادونا يُمثل ألوان فريق أرجنتينوس جونيورز الأرجنتيني العريق، وخلال مُباراة قوية ضد فريقه فيما بعد بوكا جونيورز حصل الساحر على ركلة حرة من مكانٍ قريب من راية الركنية.

وفي لحظة سحر خالص باغت مارادونا جميع من في الملعب بتنفيذ الركلة من تلك الزاوية المستحيلة لتسكن المرمى وسط ذهول الحضور !

(9)

ملك الركلات الحرة

كان الراحل مارادونا بجانب مهارته الاستثنائية في المراوغة والاختراق من العُمق بارعاً أيضاً في تسديد الركلات الحرة بطريقة مُذهلة قادرة على مُفاجئة حارس المرمى، ومن أمثلة تلك الركلات هدفه بقميص نابولي في مرمى إمبولي.

(8)

هز شباك اليوفي

قدم مارادونا مع نابولي مُباريات عديدة قوية، ونجح الرجل القادم من أزقة بيونس آيرس في كتابة تاريخ ذهبي لفريق الجنوب الإيطالي.

ومن بين المُباريات التي لن ينساها عشاق البارتينوبي لدييجو تلك التي كانت ضد يوفنتوس ونجح فيها رغم العنف ضده في تسجيل واحد من أجمل أهداف ملعب سان باولو.

(7)

رأسية من خارج منطقة الجزاء!

من بين الأهداف التي لم ينساها أبداً عشاق نابولي للساحر الأرجنتيني هدفه في مرمى أيه سي ميلان في موسم 1988/1989.

حينها وجد مارادونا نفسه مع حارس الروسونيري وجهاً لوجه والكرة مُعلقة بينهما في الهواء فما كان منه إلا وقام بأبعد تصرف يُمكن لأحد أن يُفكر فيه وهو أن يلعب الكرة برأسه من خارج منطقة الجزاء،  ولأنه مارادونا فإن فكرته كانت أكثر الأمور صواباً واهتزت الشباك بالفعل.

(6)

عين الصقر

أن تكون حارس مرمى وتقودك المُنافسة لمواجهة مارادونا فإن ذلك تحدٍ كبير حيث أن عليك أن تتكون مُتنبهاً طوال الوقت فخطأ صغير منك كافي لجعلك في موقف لا تُحسد عليه إطلاقاً.

مارادونا كما قُلنا هو أستاذ الحلول غير المتوقعة، ومن بين الأهداف التي سيتذكرها عشاق الكرة أهدافه التي غالط فيها حراس المرمى بإرسال الكرة من فوقهم عندما يُلاحظ الأسطورة تقدمهم عن مرماهم، ومن بين تلك الأهداف هدفه في لاتسيو مع نابولي.

(5)

سحر في أرض الصرب

على غرار الهدف السابق، فإن مارادونا سجل هدفاُ شبيهاً له في مرمى النجم الأحمر الصربي (كان مُمثلاً ليوغوسلافيا حينها) عندما كان لاعباً لبرشلونة وذلك في البطولة الأوروبية سنة 1982.

(4)

العم سام شاهد على الإبداع

في كأس العالم 1994، وهي بطولة ليست سعيدة على الإطلاق لعشاق مارادونا حيث تم استبعاده منها بعد إثبات تعاطيه للمُنشطات شارك الساحر في مُبارتين كانا كافيين لإظهار سحره.

ففي خلال مُباراة الأرجنتين ضد اليونان سجل مارادونا واحداً من أجمل أهدافه، حينما توج هجمة رائعة لنجوم التانجو الذين تبادلوا الكرة فيما بينهم بعد تمريرات قصيرة لتصل في النهاية إلى مارادونا على حافة منطقة الجزاء ليُطلق صاروخية سكنت شباك أحفاد الإغريق ويُطلق من بعدها صيحته الشهيرة.

(3)

دفاع بلجيكي في مهب الريح

في نصف نهائي مونديال 1986 في المكسيك، قابلت الأرجنتين فريق بلجيكا الذي قدم مُستويات مُمتازة في المُسابقة، ونجح مارادونا في هز الشباك مرتين، ولكن الهدف الثاني سيبقى مُميزاً للغاية.

حيث نجح مارادونا الذي استلم الكرة في نصف ملعب البلجيك في التخلص من أربعة مُدافعين في لعبة واحدة بمهارة فائقة ليُسكن الكرة شباك الفريق الأوروبي العنيد.

(2)

ليلة صفق فيها سانتياجو برنابيو

في موسم 1983/1984 شارك مارادونا مع فريقه برشلونة في مُباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد على أرض ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد، وسجل أحد أجمل أهدافه على الإطلاق في مرمى الريال.

حيث نجح مارادونا في الانطلاق بالكرة ليُراوغ حارس الملكي أجوستين، وبدلاً من أن يُسدد على المرمى مُباشرة انتظر المُدافع المُندفع خوان خوسيه ليراوغه ويُسدد الكرة في المرمى وسط ذهول جماهير مدريد التي وجهت التحية للساحر رغم المُنافسة.

(1)

يوم كتابة التاريخ في أزتيكا

في 22 يونيو 1986، وعلى أرض ملعب أزتيكا الشهير في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، تقابلت الأرجنتين مع إنجلترا في أحد أمتع مُباريات المونديال في تاريخه.

أقيم اللقاء في إطار ربع نهائي كأس العالم، وسجل فيه مارادونا هدفيه الأشهر، أولهما بيده في لقطة مثيرة للجدل، وثانيهما هو بحق الأفضل في تاريخ كرة القدم.

وذلك عندما استلم الساحر الكرة عند دائرة منتصف الملعب، ليراوغ لاعبين إنجليز في لعبة واحدة، قبل أن يمر من الثالث، ويُغالط الرابع، ويتعدى الحارس ليُسكن الكرة الشباك بعد فاصل مهاري أسطوري.