يعتبر المنتخب الألماني أحد عمالقة الكرة العالمية، والأوروبية، فمنتخب المانشافت يعتبر بعد البرازيل وبجانب إيطاليا ثاني أفضل منتخب في تاريخ كأس العالم، حيث تتصدر البرازيل قائمة الفائزين بالبطولة ب5 بطولات، بينما حقق كل من إيطاليا وألمانيا 4 بطولات.

وبالحديث عن ألمانيا كمنتخب نال لقب المونديال في أعوام 1958 و1974 و 1990 و2014، فهو منتخب متمرس ومعتاد على التتويج بالبطولات الكبرى، سواء كأس العالم أو حتى بطولة الأمم الأوروبية التي فازت بها في 3 مناسبات، ولكن.

قبل الدخول في موضوع “لكن” التي تفيد الاستدراك، فكيف يكون منتخب بحجم ألمانيا، حصاناً أسوداً؟

الحصان الأسود في أي بطولة يكون منتخب صغير أو حتى منتخب مُبتعد منذ فترة طويلة عن التتويج، بالإضافة إلى ذلك، منتخب يكون قد وصل لبطولة ما بصعوبة ولكنه يحققها أو يصل النهائي، مثل منتخب الدنمارك في بطولة الأمم الأوروبية في عام 1992 حيث دخلت إلى البطولة بسبب احداث سياسية وتفكك يوغوسلافيا، لتدخل الدنمارك بدلا منها بعدما كانت خارج البطولة تماما، وتفوز بها، وغيرها من الأمثلة العديدة.

وكل هذا الكلام لا ينطبق تماماً على منتخب ألمانيا الذي قلما نراه يعاني في البطولات الكبرى، فمثلا الفريق وصل إلى نهائي كأس العالم 2014 وحقق البطولة، وإلى نصف نهائي كأس العالم 2010، ونصف نهائي يورو 2016 ونصف نهائي يورو 2012، ونصف نهائي كأس العالم 2006، ونهائي يورو 2008، ونهائي كأس العالم 2002.

بطولة كأس العالم 2002 كانت غريبة الأطوار بعض الشئ، وشهدت فوز منتخب البرازيل وتتويجه بالكأس الخامسة لتبتعد في صدارة المنتخبات الفائزة بالبطولة، ولكن المنتخب الألماني وعلى غير العادة كان الحصان الأسود في البطولة وهنا نشرح الأسباب.

وصل المنتخب الألماني إلى كأس العالم 2002 بعد خوض الملحق الأوروبي ضد منتخب أوكرانيا وتعادلت في مباراة الذهاب 1-1 وفازت في الإياب بنتيجة 4-1، وكانت قد تلقت خسارة مهينة ضد منتخب إنجلترا في التصفيات بنتيجة 5-1 في مباراة تسببت في أزمة قلبية حادة كادت أن تؤدي بالموت لأحد أساطير الكرة الألمانية رودي فولر وهو مدرب المنتخب أنذاك.

وصول منتخب ألمانيا إلى تلك البطولة جاء بعد معاناة شديدة، وبعد خروج كارثي من بطولة اليورو التي سبقتها في عام 2000، بتوديع البطولة مبكرا من الدور الأول وذلك عقب تعادل وحيد مع رومانيا بنتيجة 1-1، وخسارة من إنجلترا 1-0 وخسارة من البرتغال  3-0.

ولكن فور دخول المانشافت منافسات كأس العالم 2002 خصوصاً أن هذا الجيل لم يكن معروفاً للكثيرين، فلم تشهد قائمة المنتخب سوى نجمين أو ثلاثة على الأكثر وهم أوليفر كان الحارس الأسطوري لبايرن ميونخ وكارلسروه وميشيل بالاك الذي كان للتو يلعب نهائي دوري أبطال أوروبا مع باير ليفركوزن ضد ريال مدريد، ويأتي بدرجة أقل اوليفر نيفيل المهاجم الخبير، بالإضافة إلى مهاجم شاب تألق في تلك البطولة وأصبح حاليا الهداف التاريخي لكأس العالم وهو ميروسلاف كلوزه الذي كان ثاني هدافين البطولة بعد الظاهرة رونالدو.

وشهدت قائمة الفريق بعض اللاعبين أصحاب الخبرة والمشاركات الأوروبية العديدة مثل ديتمر هامان نجم خط وسط ليفربول، وكريستيان زيجه لاعب توتنهام والظهير الأيسر للمانشافت، وبيرند شنايدر لاعب الوسط وأوليفر بيرهوف المهاجم الخبير.

وقع المنتخب الألماني في مجموعة سهلة للغاية، تضم السعودية وأيرلندا والكاميرون، وفازوا في البداية بنتيجة كاسحة فيها رسالة واضحة للجميع أننا قادمون، بنتيجة 8-0 على السعودية شهدت تسجيل كلوزه لهاتريك، ثم تعادل مع أيرلندا بنتيجة 1-1، وفوز واقعي على الكاميرون 2-0.

في دور ال16 التقى الألمان بمنتخب باراجواي وفازوا بهدف نظيف في الدقيقة 88 عن طريق أوليفر نيفيل، تبعوها بفوز صعب آخر على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بهدف نظيف أيضاً سجله ميشيل بالاك في الدقيقة 33، وبنفس النتيجة المعتادة حقق المانشافت فوزاً صعباً على منتخب كوريا الجنوبية بهدف سجله مايكل بالاك في الدقيقة 75 من المباراة.

وبتلك النتائج يكون المنتخب الألماني قد وصل إلى النهائي باستقبال هدف وحيد ضد أيرلندا في بطولة دفاعية رائعة يقودها الحارس أوليفر كان الذي حصد جائزة أفضل لاعب في كأس العالم “جولدن بول” كأول مرة في تاريخ البطولة يفوز بها حارس مرمى، رغم أنه اخطئ في النهائي ضد البرازيل وخسر الألمان بنتيجة 2-0 سجلهما رونالدو الظاهرة الذي اوقف مسيرة الحصان الأسود الحقيقي في البطولة وتحول المنتخب الألماني من فريق غير مُرشح لفريق يصل إلى النهائي ويستقبل هدف وحيد حتى وصوله ويكون على بُعد خطوة من البطولة ولكنه يفشل وبصعوبة ضد جيل تاريخي برازيلي به كل من رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبيرتو كاروس.