لا خلاف على أن ما صنعه النجم المصري المتوهج محمد صلاح مهاجم ليفربول، في سنوات قليلة مضت، يعد تاريخ جديد ناصع البياض للكرة المصرية في الملاعب العالمية.

صلاح يخسر جائزة الأفضل.. ويخسر تعاطف “بعض” الجماهير

وكما كان متوقعا فاز السنغالي ساديو ماني زميل صلاح في هجوم ليفربول، بجائزة الأفضل في أفريقيا، عن عام 2019، بعد منافسه مع النجم المصري، وأيضا الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي.

لكن إقامة الحفل في مصر، جعل البعض يرسم سيناريو رقصة أفريقية أو فولكلورية مصرية بين ماني وصلاح على غرار التي جرت بينهما في السنغال العام الماضي، وقت تتويج الأخير بجائزة الأفضل.

إلا أنه ومع بدء العد التنازلي للحفل، بدأت تتسرب الأنباء التي تفيد بأن صلاح لن يحضر، وهو ما أثار سخط العديد من الجماهير المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ البعض يستعيد ذكريات مواقف سابقة لصلاح أثارت جدلا، مثل انتقاده لبعض السلوكيات المصرية (واقعة المينتالتي) وأيضا شعور المصريين (أو بعضهم على الأقل) بأن النجم المصري قد تغير سلوكه نسبيا.

التألق داخل الملعب وخارجه

صلاح وصل لحالة شبه مثالية لدى غالبية الجماهير المصرية، بما في ذلك من ليس لهم اهتمام كبير وشغف بالكرة، حيث يرون أنه يحمل اسم مصر إلى آفاق بعيدة لم تعرفها من قبل.

الحالة التي وصل لها صلاح خاصة في الموسم قبل الماضي مع ليفربول، ومقارعته لأفضل نجوم العالم وتطور مستواه بشكل مذهل، وانفراده بصدارة هدافي الدوري الإنجليزي، جعل الكثير من المصريين لديهم تطلعات في أن يكون صلاح مثاليا في كل تصرفاته.

فمثلما يظهر ماني في ثوب شبه ملائكي ويقوم بأعمال خيرية وكذلك سلوكه الذي يتسم بالاتضاع الشديد، فإن البعض كان يتوسم في أن يرى صلاح بنفس الصورة، خاصة أن النجم المصري لا يقل فنيا عن نظيره السنغالي، وإن كان الأخير أكثر تأثيرا في الموسم الماضي مع الريدز.

غضبة المصريين من صلاح، واجهها النجم المصري بتجاهل شديد إذ لم يشرع في تفسير غيابه الغريب عن حفل توزيع جوائز الأفضل، وراح يتعامل مع حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي دون أي اهتمام، وكان رد فعله الوحيد سخريته من فوز اتحاد الكرة المصري بجائزة الأفضل، وهو أمر انتقده البعض أيضا في الفرعون الذهبي، لكونه ينشغل بقضايا من المفترض أنها انتهت، برحيل اتحاد الكرة المصري السابق ومجلس إدارته برئاسة هاني أبوريدة.

في كل مشهد يظهر فيه ماني متواضعا أو خلوقا، تبدأ المقارنات بشكل طبيعي، حتى بدأ النجم السنغالي يكتسب شعبية كبيرة للغاية بين المصريين، لربما تضاهي عشقهم لصلاح.