ربما يكون من السابق لأوانه الحكم على ما يقدمه السويسري كريستيان جروس المدير الفني للزمالك مع الفريق الأبيض هذا الموسم، بحكم أنه لم يحصل على وقت كاف لخوض مباريات رسمية وفرص احتكاك حقيقية يمكن من خلالها تقييم ملامح تجربته.

لكن أخر أخبار الزمالك اليوم تحت قيادة جروس، فشل في تغيير بعض السلبيات “المزمنة” التي يعاني منها، والتي عادة ما تتسبب في إبعاده مبكرا عن طريق البطولات، لاسيما البطولة الأهم محليا الدوري المصري الممتاز.

أما نجوم المستقبل، الفريق غير المميز فنيا، والذي استطاع أن يخطف هدفا ويحافظ عليه، بدا الزمالك عاجزا عن تقديم الحلول، وهي أزمة متكررة مع كل مدرب منذ سنوات، الأمر الذي يبرهن على أن عمل المدرب السويسري في التدريبات لم ينعكس بشكل واضح في المباريات.

وأصبح الأمر ما بين أمرين، كلاهما ليس جيدا بالنسبة للزمالك، الأول هو أن جروس قام بعمل جمل تكتيكية بالفعل لكن اللاعبين لم يتسموا بالانضباط الخططي داخل الملعب، وبالتالي ظهرت العشوائية في الأداء، أما الأمر الثاني فهو أن المدرب لم ينفذ بالفعل أي خطط، والدليل أن 90% من المحاولات على مرمى أحمد سعد حارس النجوم، ليست سوى فردية وبجهود ذاتية.

ليس معقولا أن يقوم فريق بعمل أكثر من 20 كرة عرضية تتسم غالبيتها بالعشوائية وغياب الدقة والتركيز أمام المرمى.

فمن الواضح أنه لا يوجد شيء متفق عليه في تحرك اللاعبي وقت إرسال الكرات العرضية، أو أن اللاعبين أنفسهم لا يظهرون التزاما فيما يتعلق بالتحرك داخل منطقة جزاء المنافس.

حتى في الضربات الركنية وهي كرات ثابتة يمكن استغلالها والاستفادة منها فإن الزمالك لم يقدم أي حلول فيها، وظلت الكرات العرضية تُرسل بشكل عشوائي على أمل أن يوجد هناك من يستغل إحدى المحاولات.

لم تكن سوى رأسية الكونغولي كابونجو كاسونجو التي صادفه فيها سوء حظ وارتطمت بالقائم الأيمن لمرمى النجوم، فقد غابت المحاولات والهجمات المنظمة ما دفع بعض اللاعبين لتجربة الحلول الفردية غير المجدية مثل تسديدات طارق حامد وكهربا وبينيات محمد إبراهيم وفرجاني ساسي.

ويتضح من خلال خسارة الزمالك بالأمس أن المدرب جروس لديه أوراق جيدة كعناصر فردية لكن ينقصه إيجاد التوليفة المناسبة التي تمكنه من تحقيق ما يريد من خلال هذه العناصر، والإ فإن الزمالك مرشح لأن يواصل العمل بنفس المنهج ونفس الطريقة العشوائية فيما يتعلق بخلق الفرص على مرمى المنافسين.