واصل ميلان تخبطه على صعيد الأداء لكن الأمور كانت أكثر سوءاً هذه المرة لأنه تلقى هزيمته الثانية أمام سامبدوريا بهدفين نظيفين ضمن إطار الجولة السادسة من بطولة الكالتشيو لتبدأ الشكوك الحقيقة حول قدرة الفريق على المنافسة هذا الموسم.

ميلان قدم أداء مخيب جداً طوال التسعين دقيقة وفشل في صناعة فرص حقيقة على مرمى سامبدوريا، كذلك عانى الفريق بشكل كبير على الصعيد الدفاعي وخصوصاً عبر الأطراف التي استغلها سامبدوريا بشكل مثالي وكانت النتيجة لتكون أكبر لو تم العامل مع بعض الهجمات بطريقة أفضل.

سبب هزيمة ميلان واضح جداً ولا يحتاج لذكر عدة عوامل، فالمشكلة كلها تكمن بالخطة العقيمة التي بدأ بها فينشينزو مونتيلا اللقاء وهي 3-5-2، وهي نفس الخطة تقريباً التي لعب بها أمام أودينيزي وسبال وحقق انتصارين في المباراتين، لكن الأداء لم يختلف كثيراً والفارق فقط هو قوة المنافسين، فسامبدوريا يملك الجودة الكافية لاستغلال الثغرات التكتيكية في خطة ميلان، وهو ما عجز عنه أودينيزي وسبال.

مونتيلا بهذه الخطة يفقد العديد من الأسلحة أهمها أنه لا يمكنه إشراك بونافينتورا وكالهانوجلو معاً في التشكيلة الأساسية، لأنه بحاجة لمدافع إضافي في ظل تحول الظهيرين لجناحين في خط الوسط، لذلك دفع ببونافينتورا وأبقى النجم التركي على مقاعد البدلاء، وفي ظل انشغال كيسي وبيليا بالواجبات الدفاعية، عانى ميلان بشكل كبير بعملية الخروج بالكرة من مناطقه بشكل مريح نظراً للضغط العالي الذي فرضه سامبدوريا.

المشكلة الثانية في هذه الخطة هي أنه لا يوجد مكان للنجم الإسباني سوسو، حيث لعب اليوم كمهاجم ثانٍ إلى جانب كالينيتش، الأمر الذي جعلنا لا نشعر بتواجده في معظم أوقات المباراة لأن الكرة لا تصله من الأساس، فلاعب بقيمة سوسو والمهارات التي يملكها يجب أن يكون أكثر حرية بالتحرك وأن يكون بعيداً عن مناطق تمركز مدافع الخصم، فمونتيلا خسر أحد أهم الحلول في صناعة اللعب بعزل سوسو في الأمام.

ورغم أن ميلان يلعب بثلاثة مدافعين في المحور ويضاف إليهم الجناحين في الحالة الدفاعية ليتحولا إلى ظهيرين، إلا أن الفريق يعاني دفاعياً وهناك ثغرات كثيرة خصوصاً عبر الأطراف، والسبب في ذلك أن ميلان يدافع على الرواقين برودريجيز وأباتي فقط، وعند تقدم أظهرة الخصم يصبح هناك كثافة عددية لصالحه.

يمكن لمونتيلا حل جميع هذه المشاكل إن لعب بخطة 4-3-3 التقليدية، أو على الأقل 4-3-2-1، لكن طالما أنه يخسر لاعب بدون أي داعي في الدفاع فسيواصل ميلان مستواه المتواضع، فاللعب بثلاثة مدافعين في محور الدفاع يتطلب نوعية لاعبين محددة خصوصاً عبر الرواقين، وهو ما يفتقده مونتيلا في تشكيلته.