حينما يبلغ اللاعب عامه الثلاثين ومستواه في انحدار مستمر موسماً تلو الآخر من المفترض حينها أن نتوقع انتهاء مسيرته مبكراً، على الأقل أن يصبح حبيس دكة البدلاء أو لا يمثل الأندية التي تنافس على الألقاب، لكن يبدو أن إيدين دجيكو قرر تغيير المعادلة في عالم كرة القدم.

المهاجم البوسني الذي صعد إلى قمة التألق أوروبياً قبل سنوات طويلة جداً، وبالتحديد خلال موسم 08\2009 حينما سجل 26 هدفاً في الدوري الألماني بقميص فولفسبورج، ألحقه بالموسم التالي بتسجيل 22 هدفاً،  نزل إلى الحضيض قبل موسمين مسجلاً 4 أهداف فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز بقميص مانشستر سيتي، الأمر الذي دفع النادي الإنجليزي بالتخلص منه عبر بيعه إلى روما.

وفي الوقت الذي شعرت به جماهير روما بسعادة كبيرة بالتعاقد مع رأس حربة مميز رفقة محمد صلاح آملين في دخول فريقهم على خط المنافسة بقوة لحصد السكوديتو، رد عليهم البوسني بأداء غير مقنع وسلبي وضعيف ليتوج موسمه الماضي بتسجيل 8 أهداف فقط في الدوري الإيطالي رغم لعبه الدور الأساسي داخل الفريق، رقم لا يليق برأس حربة يمثل وصيف المسابقة.

التراجع في أداء دجيكو على مدار موسمين متتاليين أوحى لنا بأن لحظات المجد التي قدمها في فولفسبورج ولت بلا رجعة خصوصاً أنه أتم عامه الثلاثين في مارس الماضي، أي أن مرحلة الانحدار في المستوى ستستمر بل تزداد سوءاً.

لكن دجيكو كان له رأي آخر مؤكداً بأنه لا يوجد معادلة ثابتة نستطيع تعميمها على لاعبي كرة القدم، كما لا نستطيع الحكم على لاعب بناءً على مواسمه السابقة حتى لو تقدم في السن، حيث عاد في الموسم الحالي مرعباً ليسجل 10 أهداف في 10 مباريات ويتصدر بالتالي ترتيب هدافي الدوري الإيطالي، كما صنع 4 أهداف لزملائه.

9 جولات فقط استطاع خلالها دجيكو أن يفعل ما فعله خلال الموسم الماضي بأكمله، ليس هذا فقط، بل أنه حسم 6 مباريات لصالح روما في الموسم الحالي ليحصد 18 نقطة من أصل 22 نقطة حصل عليها الجيالوروسي بشكل عام، ذلك عائد إلى أنه كان يفتتح التسجيل أو يصنع الهدف الأول لفريقه في المباريات التي تنتهي بفارق كبير من الأهداف، أو يسجل هدف الفوز الحاسم في المباريات التي تنتهي بفارق هدف.

الملفت هنا أن دجيكو يعد أفضل مهاجم في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى من الموسم الحالي، أي أنه يتصدر لائحة المهاجمين الذين يتنافسون على الحذاء الذهبي، مما يضع اللاعب في واجهة كرة القدم الأوروبية مجدداً.

دجيكو يقدم لنا قصة ملحمية عنوانها الطموح وعدم اليأس والاستمرار في العمل مهما اشتدت الصعاب، فالأصوات التي تعالت مطالبةً روما بالتعاقد مع رأس حربة بمستوى أفضل وجدت نفسها مضطرة للتصفيق للاعب الذي يحمل أبناء العاصمة على كتفيه في الموسم الحالي.

ربع الموسم فقط انقضى حتى الآن، وما تبقى من الموسم أكثر أهمية وصعوبة مما يضع المزيد من الضغط والمسؤولية على أكتاف المهاجم البوسني المتألق حالياً.