انتهى الكلاسيكو المنتظر بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ في الدوري الألماني بالتعادل السلبي بين عملاقي الكرة الألمانية وفي نفس الوقت ظلت الإثارة موجودة بفارق الخمس نقاط بينهم في صراع لقب البوندسليجا هذا الموسم والذي لم يُحسم بعد بشكل نهائي.

بعد المباراة شاهدنا جميعاً جوارديولا يدخل الملعب ويصافح لاعبيه وتوقف أمام اللاعب الشاب جوشوا كيميش وبدأ في شرح خطأ في عملية التمركز في أحدى الهجمات التي كاد أن يستغلها المهاجم الكولومبي أدريان راموس وُيسجل منها هدف نهاية اللقاء ولكن الشرح ربما كان عنيفاً نوعاً ما فكان جوارديولا يوجه ويصرخ وفي النهاية أحتضن كيميش وهنأه على أداءه في المباراة.

مواقع التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي بل والمواقع الرياضية  انتقدت هذا التصرف ووصفوا جوارديولا “ بالفيلسوف الفارغ ” الذي يبحث عن اللقطة والشو أمام الكاميرا ويريد أن يظهر بمظهر القائد الذي يعنف لاعبيه بغرض الظهور وإثبات قوة شخصيته على لاعب شاب كان واحد من نجوم المباراة بالرغم من أنه لا يشارك في مركزه الأساسي.

أعتقد كل هذه الاتهامات ضد جوارديولا هى اتهامات واهية بل وفارغة وليس لها أساس من الصحة فكيف لمدرب يُعنف لاعب بل ويريد الوصول والظهور على حسابه وهو من أكتشفه ومنحه فرصة الظهور كلاعب أساسي على حساب لاعبين شباب تم التضحية بهم مثل الدنماركي هوجبيرج ولوكا جودينيو بل ورفض جوارديولا التعاقد مع لاعب مدافع بمبلغ قوي في ميركاتو الشتاء وأصر على منح الفرصة لكيميش!.

كيف لمدرب مثل جوارديولا يريد التصنع في لقطة والظهور كالبطل أمام جمهور بايرن ميونخ وهو أعلن منذ فترة بأنه راحل وسيأتي مدرب أخر مكانه خلال الموسم المقبل؟ فالتصنع يكون للوصول لغرض البطولة وجوارديولا لا يريد بطولة في مكان لن يستمر به أكثر من شهرين فالمتصنع يريد مصلحته من هذه اللقطة وجوارديولا ليست له مصلحة.

جوارديولا يعلم إمكانيات جوشوا كيميش جيداً وهو يعلم بأنه لاعب شاب صغير يبلُغ من العمر 21عام وبالتأكيد لن يدمر ما بناه في منح ثقة وتكتيك وبناء شخصية مدافع في لقطة سينمائية كما وصفها البعض والدليل أن جوارديولا في حديثه بعد المباراة أكد أنه يُحب كيميش ولم يكن يقول له أي شيء سلبي بل بالعكس كان يحثه على تقديم الأفضل وبأنه قادر على تقديم المزيد وبأنه لاعب يستطيع أن يكون الأفضل في المستقبل وأنه لا يريد أن ينتقده الإعلام بأنه لا يستطيع الدفاع بل بالعكس فهو لعب ضد أوباميانج وريوس ومهاجمين مميزين في دوري الأبطال فبالتالي هو يعلم كيف يدافع جيداً.

أعتقد أن جوارديولا أراد أن يُععطي درس ليكيمش بعد المباراة فوراً أراد يُنبه كيميش عن أمور معينة ويعطيه درس معين بمعلومة معينة بعد اللقاء مباشرة وبالتالي هذه المعلومة ستُحفر في عقل كيميش طوال مسيرته الكروية مثل النقش على الحجر ولكن لو كان تمهل جوارديولا وحاول التحدث مع كيميش في غرفة خلع الملابس أو بالتدريبات بالأيام المقبلة فلن يكون التأثير حاسم والموقف قوي بقوة التوجيه والإشادة والحماس بعد اللقاء.

باختصار لكل مدرب أسلوب وطريقة معينة في التعامل مع اللاعبين وجوارديولا له اسلوبه مثل كل مدرب أخر له أسلوبه أيضاً وقد يختلف البعض ويتفق على أسلوبك التدريبي فمن يصفها بأنها حماس وجرينتا ومن يعتقد أنها تصنع وسرقة الكادر واللقطة السينمائية ولكن التاريخ سيتذكر فقط الانجازات والبطولات والنجوم التي صنعها المدرب.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك