تعمدت مؤخراً متابعة مباراة لنادي ليل الفرنسي في بطولة الليج 1 من أجل مراقبة النجم المغربي الشاب سفيان بوفال خصيصاً ومتابعة مهاراته وتحركاته في الملعب وقدرته على مساندة زملائه وتعاونه تكتيكياً داخل المستطيل الأخضر وصراحة أذهلتني قدراته الفنية والبدنية.

يُعتبر سفيان بوفال واحد من أهم المواهب التي فرضت نفسها بقوة هذا الموسم في الدوري الفرنسي بفضل مهاراته المميزة في المراوغة والاحتفاظ بالكرة تحت ضغط واللقطات الفنية التي يُقدمها في كل مباراة مع نادي ليل الفرنسي هذا الموسم.

الميزة الأهم التي تتواجد في بوفال هي قدرته على السيطرة على الكرة بين قدميه ومراوغة مدافعي الخصم بسهولة شديدة كأنه يقدم شيء عادي بالنسبة لأي لاعب كرة قدم وهو ما جعله يدخل قائمة أفضل المراوغين بالدوريات الأوروبية الكُبرى هذا الموسم بعد تخطيه 40 مراوغة ناجحة في الدوري الفرنسي.

ميزة أخرى في النجم المغربي صاحب الـ22 عام هو قدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي فيلعب بوفال خلال الموسم الحالي كجناح أيسر مع ليل ولكنه يستطيع المشاركة كجناح أيمن أيضاً بجانب اللعب كخط وسط مهاجم في مركز اللاعب رقم 10.

أرقام بوفال هذا الموسم تؤكد مدى تألقه وتميز أداءه مع ليل بالرغم من معانة فريقه هذا الموسم واحتلاله المركز الـ11 بجدول ترتيب الدوري الفرنسي وإقالة مدرب الفريق هيرفي رينارد، فقد سجل بوفال هذا الموسم 4 أهداف وصنع هدف في 14 مباراة شارك بها من أصل 18 مباراة في الليج 1.

بعيداً عن مسيرة اللاعب مع ناديه والانتقال لشأن التمثيل الدولي فأن بوفال نال العديد من الانتقادات الواسعة خلال الشهور الماضية بسبب تراجعه عن تمثيل منتخب المغرب وطلبه لوقت لإعادة التفكير في مستقبله الدولي سواء بتمثيل أسود الأطلس أو تمثيل الديوك الفرنسية خاصة أنه من مواليد العاصمة باريس ولكن في نفس الوقت أصوله مغربية 100%.

سواء بوفال بعد ” أعادة تفكيره ” أختار المغرب أو أختار تمثيل فرنسا دوليا والخيار الأخير هو المتوقع على نفس سيناريو نبيل فقير فأن منتخب الأسود لن يتأثر كثيراً ببوفال فلو كانت تأثرت المغرب بغياب عادل رامي ويونس قابول والعديد من اللاعبين الآخرين فستتأثر ببوفال ولكن في النهاية المنتخب المغربي هو من يبقى بنجومه المحليين والمحترفين ومن يتردد ويختار ويميل لاختيارات أخرى فلا نلوم عليه لأنه أختار صنع مجد شخصي عن صنع تاريخ لبلده وأياً كانت اختياراته فهذا لا يعني أنه نجم موهوب قادم بقوة في الكرة العالمية وسيكون له شأن كبير جداً.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك