إذا نظرنا إلى كل الشركات , المؤسسات و المشاريع الناجحة , سنجد إدارة و موظفين متوافقين و ناجحين , فكل

المشاريع الناجحة مبنية على أساس متوافق . كذلك في كرة القدم , إذا نظرنا إلى أي مشروع كروي ضخم, مختلف و ناجح , سنجد إدارة , مدرب , لاعبين متوافقين , فنادي مثل برشلونة لم يستحوذ على العالم في أخر عشر سنوات من فراغ . فمع تولي لابورتا لرئاسة البلوجرانا عام 2003 , جلب معه مارك أنجلا و  سوريانو من أجل تحسين الوضع الإقتصادي لبرشلونة و جلب الاستثمارات و الرعاية و خلافه , ففي ذلك العام كان برشلونة يحتل المركز الثالث عشر في القائمة التي يتصدرها المان يونايتد كأكثر الأندية دخلاً في العام . أيضاً , جلب عدة لاعبين رائعين كرونالدينهو , ماركيز , فان برونكهوست و كواريزما مع تصعيد فالديز و إنيستا إلى الفريق الأول . ولذلك , الرهان على مشروع المان سيتي كبير للغاية , فالنادي جلب بيب جوارديولا , مدرب مبتكر يستطيع التعامل مع الشباب و بناء شخصية لأي فريق , بالاضافة إلى تيكسيكي بيجريستان , المدير الرياضي لبرشلونة في فترة بيب جوارديولا  مع جلب عدة لاعبين صغار للمستقبل . لذلك حديثنا اليوم عن المعادلة التي ستجعل ليل من كبار اوروبا , 3+1 = مشروع كروي عظيم , أي مارسيلو بيلسا , مارك إنجلا و لويس كامبوس + جيرارد لوبيز “مالك النادي” = مشروع كروي ضخم .

لويس كامبوس  :

إذا أردت مشروع كروي قائم على الشباب و اللاعبين الصغار الموهوبين , فعليك بلويس كامبوس , العبقري البرتغالي الذي يستطيع أن يكتشف اللاعبين الناشئين ببراعة . فعلى سبيل المثال , هو من جلب مبابي , ميندي , باكايوكو , ليمار , فابينهو و فيرناندو سيلفا إلى موناكو , فهؤلاء اللاعبون لم نكن نعرفهم إلا بعد قدومهم إلى النادي الفرنسي و توهجهم معه . فهؤلاء الصغار لم يأتو إلى النادي الفرنسي من فراغ , ففي حديث مع الياهو قال كامبوس : الاحصائيات و الأرقام مهمة للغاية لتحديد موهبة اللاعب , ولكني أفضل متابعة اللاعب عن قرب , أي مشاهدته من المدرجات , فأنا اعتقد و أؤمن أن العقل البشري أذكى و أفضل من الحاسب الآلي , فبعض التفاصيل الصغيرة هي التي تفرق كملاحظة كيف يُجري اللاعب الإحماءات قبل بداية المباراة أو ملاحظته عند دخوله كبديل , فهذه التفاصيل الصغيرة هي التي تحدد شخصية اللاعب .

في نفس المقابلة أو الحديث , قال لويس عند سؤاله حول أسراره و ما هي الطرق التي يتبعها لاصطياد اللاعب المناسب : بالعمل الجاد , ولكن أيضاً بمساعدة طاقم العمل المكون من ستة كشافين . عدد قليل , ولكن بالعمل الجاد و التنظيم الجيد  نستطيع جلب اللاعبين التي تناسب أفكارنا و فلسفتنا , فليس كل شخص يستطيع أن يكون لاعباً مميزاُ أو مهندساً أو طبيباً , كذلك يستطيع القليل فقط من الكشافين تحديد من اللاعب المناسب , فالأمر أشبه بلعبة ال “puzzle” أي وضع القطع المناسبة في الأماكن المناسبة . لذلك , سيجلب لويس العديد من الموهوبين في ليل , و مع نمو موهبتهم سيتم بيعهم و الاستفادة مالياً مع تكرار الأمر مرة أخرى .

مارسيلو بيلسا:

لبناء فريق ذي شخصية قوية و له اسلوب لعب خاص , فعليك بالمدرب الحالم , المدرب المبتكر الذي يريد ابتكار تكتيكات جديدة و تجديد المفاهيم القديمة , فاللوكو خير مثال على ذلك , فقد ذاع صيته بسبب خطة 3/3/3/1 التي استخدمها , فهذه الخطة لم تكن تستخدم من قبل مدربي كرة القدم , إلا أن اللوكو اتى بالجديد و استخدمها ليبرهن على عبقريته في مجال التكتيك .

تتميز هذه الخطة في لعبة التحولات , لأن أغلب اللاعبين في هذه الخطة يقومون بالواجبات الدفاعية و الهجومية في آن واحد , بالاضافة إلى التفوق العددي في كل مناطق الملعب , فبهذه الخطة تستطيع الفرق الدفاع بسبعة لاعبين على الأقل , و الهجوم بستة أو سبعة أيضاً , وفي حالة الاستحواذ على الكرة و المحافظة على النتيجة فإنه يوجد ستة لاعبين في وسط الملعب , أي شغل أغلب المراكز في المنتصف , و في حالة فقدان الكرة , من الممكن أن يضغط سبعة لاعبين دفعة واحدة من أجل استرجاعها . لذلك , تتطلب هذه الخطة توافق عالي بين اللاعبين و مدرب يستطيع استخدامها بالشكل الصحيح , واللوكو خير من يستطيع ذلك لأنه من أكثر المدربين اهتماماً بالتفاصيل الصغيرة.

أتت الإدارة باللوكو لصنع شخصية للفريق , لبناء أسلوب لعب واضح و ممتع للنادي كالضغط , الاستحواذ و اللعب التموضعي . و كما فعل بيلسا ذلك مع الأندية التي دربها كأتلتيك بيلباو و المنتخب التشيلي , تريد الإدارة منه فعل ذلك مع النادي الفرنسي , فمارسيلو بيلسا مدرب له شخصية قوية , اسلوب لعب مميز و واضح , بالاضافة إلى كونه ملهم بعض المدربين كبوكيتينو مدرب توتنهام الحاصل على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز , سامباولي مدرب التانجو التي تصفه الصحف بأنه خليفة بيلسا , بيب جوارديولا الذي وصف بيلسا بأنه أفضل مدرب في العالم عام 2012 و بأنه أحد الملهمين له في كرة القدم . لذلك , عندما يرحل بيلسا عن النادي الفرنسي , سيترك إرثا كروياً عظيماً.

مارك إنجلا:

احتل برشلونة المركز الثالث عشر في قائمة الأندية الأكثر دخلاً في العام الواحد عام 2003 . لذلك , كان يجب عودة النادي إلى مكانته الإقتصادية المعتادة و حدث ذلك من خلال السياسة التي اتبعها الثلاثي سوريانو , إنجلا و لابورتا و التي تتضمن شراء لاعبين أكفاء من أجل العودة إلى منصات التتويج و جعل النادي أكثر شهرةً على مستوى العالم خصوصاً و أن برشلونة احتل المركز السادس في الدوري الإسباني في ذلك العام.

يقول مارك : لا يهم مدى سوء أحوال ناديك الإقتصادية , كل ما عليك فعله هو جلب الاستثمارات للنادي و عدم ارتكاب العديد من الأخطاء كشراء لاعبين بدون فائدة , ومع الوضع الإقتصادي السئ للنادي الفرنسي بطبيعة الحال بسبب احتلاله مراكز متأخرة في الدوري , فمارك سيعمل على جلب الاستثمارات للنادي من خلال جلب لويس كامبوس للاعبين مناسبين مميزين للنادي تجذب انظار الرعاية لهم . فمارك فعل ذلك الأمر مسبقاً مع برشلونة و جعلهم يتقدمون عدة مراكز في قائمة الأندية الأكثر دخلاً في العام الواحد .

جيرارد لوبيز:

أصبح جيرارد لوبيز رجل الأعمال الإسباني مالك و رئيس نادي ليل الفرنسي في بداية عام 2017 من خلال شراء أغلب أسهم النادي ليصبح الرئيس رقم 17 في تاريخ الفريق . قام جيرارد بعدة خطوات توضح مدى طموحه مع النادي الفرنسي من خلال تعيين مارسيلو بيلسا العبقري الأرجنتيني مدرباً للنادي و تعيين كلاً من لويس كامبوس و مارك إنجلا كالمدير الرياضي للنادي و المدير العام على التوالي لتحسين حالة النادي الإقتصادية و الرياضية و خلق شخصية للنادي , فلوبيز اشترى أسهم النادي ليس للاستفادة إقتصادياً فقط , بل بسبب حبه و شغفه بالكرة .

يقول ماثيو سيدوكس الرئيس و المالك السابق لليل :  عندما قررت بيع النادي لم أرد البحث عن مشتري , بل رجل ناجح طموح لديه الرؤية و الفلسفة و الطموح اللازم للنجاح مع النادي و جلب البطولات له , ولم أجد أفضل من جيرارد لوبيز , فجيرارد رجل طموح ناجح لديه شغف كبير بكرة القدم . لذلك , سيقدم المالك الجديد للنادي كل ما لديه من أجل جلب البطولات للنادي الفرنسي و جعل اسمه متداول اوروبياً .

لبناء مشروع كروي ناجح , يجب توافر كلاً من إدارة و لاعبين و مدرب متوافقين , وهذه المقومات متوافرة في المعادلة التي ستجعل ليل من كبار اوروبا , فبوجود مدرب عظيم مبتكر لديه شغف بالكرة كبير , مدير رياضي و كشاف عبقري يستطيع جلب اللاعبين المناسبين للنادي, مدير عام يستطيع تحسين الحالة الإقتصادية للنادي من خلال جلب الاستثمارات + رئيس و مالك طموح لديه كل الشغف لجعل النادي عظيماً = مشروع كروي طموح و ناجح سيجعل ليل من كبار اوروبا .