نجح الدوري السعودي في تحقيق أرقام قياسية في الحضور الجماهيري خلال السنوات الماضية، إذ تجاوز عدد المشجعين لأول مرة العشرة ملايين مشجع في دوري المحترفين للعام الماضي، وهو رقم كبير على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث يحدو هذه الأرقام الشغف الكبير لدى السعوديين بكرة القدم وبكافة تفاصيلها، لدرجة أن العائلات السعودية أصبحت جزءاً من هذا الشغف والاهتمام.

وقد حشدت الهيئة الهامة للرياضة حزمة كبيرة من الخدمات، والتسهيلات التي تؤازر تفعيل البيئة الحديثة لملاعب السعودية، وتحسين تجربة المشجعين والمشجعات على حدّ سواء، نظراً للزيادة الكبيرة في حضور الجماهير مباريات الدوري السعودي للمحترفين، حيث بدأت بتطوير بيئة الملاعب والمنشآت الرياضية، كالمضامير، وتأهيل مداخل ومسارات ذوي الإعاقة، وإعادة تأهيل غرف تغيير الملابس للاعبين، ومداخل غرف اللاعبين، وتهيئة المراكز الإعلامية، وإعادة تأهيل غرفة المؤتمرات الصحفية للملعب، وتطوير الشوارع من حيث السفلتة والإنارة، وإعادة تأهيل غرف الإحماء، وتطوير العزل للمباني، حيث شهدت المرحلة الأولى تطوير مجموعة من الملاعب هي: ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، وإستاد الملك فهد الدولي، وملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بالقصيم، ومدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء.

كما استحدثت الهيئة العامة للرياضة منصة لبيع التذاكر إلكترونياً، تتميز بحصول المشجع على تذاكر المباريات فور بدء بيعها عن طريق الأندية، وربط التذكرة برقم المقعد ورقم موقف السيارة، مروراً بالبوابات الإلكترونية، وقارئ الباركود، مُلغية بذلك طوابيراً طويلة من الانتظار أمام أكشاك بيع التذاكر التقليدية، ومختصرة وقتاً طويلاً كان يقضيه المشجعون في القدوم إلى الملعب، والبحث عن مواقف لسياراتهم (5 ملاعب رئيسية زودت بالكامل ببوابات إلكترونية بلغت 284 بوابة، وبقية الملاعب الأخرى زودت بقارئ الباركود للتذاكر الإلكترونية تمهيداً لتركيب البوابات الإلكترونية في مرحلة تالية).

وحرصت الهيئة على أن يطال التطوير والتحسين نقاط البيع في الملاعب، من خلال تحسين التصميم الداخلي والخارجي، وتطوير التشغيل عبر إتاحة الفرصة للمقاهي والمطاعم المعروفة، وتسريع عمليات البيع لتفادي الطوابير من خلال أنظمة إلكترونية حديثة، والعمل على تقديم خدمة البيع إلى المشجعين في مقاعدهم مباشرة من خلال تطبيق للطلبات عن بعد، مراعية بذلك تُوحيد هُوية العاملين في نقاط البيع تحت شعار (الملاعب السعودية).

وحتى تكتمل تجربة المشجعين، فقد كان ختام المباريات مسكاً، حيث رصدت الهيئة جوائزاً تشجيعية للجماهير بأكثر من 35 مليون ريال، يُجرى عليها السحب في نهاية كل مباراة، جاعلة بذلك ملاعب كرة القدم بيئة جاذبة ومتكاملة، تعكس رفاهية الحضور للمباراة، وقوة هذا الدوري الصاعد نحو المستويات العالمية، الذي تضاعفت في أعداد الجماهير لتصل إلى رقم قياسي في العام الماضي تجاوز العشرة ملايين مشجع خلال سنوات دوري المحترفين.

ومن المهم الإشارة في هذا الصدد إلى القرار التاريخي بالسماح للعائلات في الموسم الرياضي الماضي، دخول كافة الملاعب السعودية، حيث لقي ذلك إقبالاً كبيراً من النساء والأطفال للحضور مع عائلاتهم، وتم استقبالهم بمقاعد مخصصة مصحوبةً بكل الخدمات ذات العلاقة.