جاءت إصابة مهاجم مانشستر سيتي ، الأرجنتيني سيرجيو أجويرو ، كالصاعقة على مسامع المدرب بيب جوارديولا ، فالأمر لا يتعلق بغياب هداف الفريق فحسب ، بل يمتد إلى حد الضرر بأسلوب وطريقة لعب مانشستر سيتي ، التي تعتمد على أجويرو منذ بداية الموسم بشكل رئيسي .

خاض أجويرو جميع مباريات مانشستر سيتي هذا الموسم ، ولعب المباريات جميعها بشكل رسمي ، رغم لجوء المدرب بيب جوارديولا إلى التغيير في الرسم التكتيكي .. أحياناً كان يستخدم خطة 4-3-3 وأحياناً أخرى اعتمد على 3-1-4-2 .. وشكّل أجويرو في كلتيها ، العمود الفقري للهجوم .

قوة أجويرو بدأت تظهر هذا الموسم بعد الاعتماد على جيسوس بمقربة منه ، حيث لعب جوارديولا في أغلب مباريات السكاي بلوز هذا الموسم بالثنائي البرازيلي – الأرجنتيني في الثلث الأمامي جنباً إلى جنب ، لكن غياب أجويرو لشهرين سيجعله يستخدم جيسوس كمهاجم وحيد في المقدمة .

تقول الإحصائيات أن جابرييل لعب أربع مباريات كمهاجم صريح ، إضافة إلى إثنتين كجناح أيسر وواحدة كجناح أيمن ، وهو ما يؤكد مرونة اللاعب وقدرته على التعامل مع الكرات بشكل جيد خارج الصندوق ، بشكل أفضل حتى من أجويرو ، لكن داخل الصندوق سنجد أن المهاجم البرازيلي ليس المهاجم القناص الذي يستطيع إنهاء الكرة في شباك الخصم من أنصاف الفرص .. وهذه الخاصية هي التي يحتاجها الأزرق السماوي حالياً .

صحيح أن جوارديولا عانى كثيراً من ترجمة الفرص إلى أهداف في الموسم الماضي مع أجويرو ، وهو الأمر الذي جعله يتعاقد مع جيسوس ، لكن هذا الموسم تغير الوضع وأصبح أجويرو فعالاً أمام المرمى وسجل 6 أهداف وصنع 3 لزملائه ، فيما سجل جيسوس 4 أهداف ولم يصنع أي هدف .

وحتى نتحرى الدقة أكثر ، يُعتبر جيسوس من نوعية المهاجمين الدائمين التحرك خارج منطقة جزاء الخصم ، ولا شك أن بيب جوارديولا يفضل هذه النوعية التي تضغط حين تفقد الكرة وتساند خط الوسط في المهام الدفاعية ، كما يقدم المساندة للأطراف ويزعج المدافعين بتحركاته المتناسقة والدائمة ، لكن هذا الأمر يحدث حينما يلعب بجوار أجويرو وليس حينما يكون وحده ، حتى ولو كانت فلسفة الفريق في الأساس تعتمد على اللامركزية ، وتبادل الأدوار مع لاعبي الوسط .

الأمر الذي سيساعد جيسوس في التألق كمهاجم وحيد هو الدعم من خط الوسط ، ولا شك أن مانشستر سيتي تطور كثيراً هذا الموسم في صناعة الفرص ، وصار الفريق يعتمد على أكثر من طريقة للوصول إلى المرمى ، فتارة يلجأ لحل الأطراف والعرضية ، وتارة أخرى تتحول الطريقة لتمريرات بينية من سيلفا ودي بروين ، وهذا الأمر سيفيد جيسوس حين يتواجد وحيداً في منطقة العمليات وسيزيد من فعاليته أمام الشباك .

  إذن ما هي الخطة المناسبة لمانشستر سيتي إلى حين عودة أجويرو ؟!

جميعنا نعلم أن الظهير الأيسر بينجامين ميندي قد تعرض هو الآخر لإصابة طويلة ، وبالتالي سيجد بيب أمامه مشكلة أخرى ، وهي شكل الدفاع بغياب ميندي .
الإجابة سنتوصل إليها حين نعود لبداية الموسم ، وقتها كان ميندي غائباً واعتمد جوارديولا على دانيلو في كظهير أيسر لكن في خطة الثلاثي الخلفي ، أي أنه أقرب لنسخة ” الـ wing-back ” .

وهذا يعني أن بيب يمكن أن يستخدم خطة 4-3-3 ، التي لعب بها 3 مباريات وسجل خلالها 18 هدفاً واستقبل هدفاً وحيداً .. وفي حالة عدم تجاوب دانيلو مع الخطة ، فإن الأنسب هي خطة 3-4-3 ، لأن هفوات دانيلو الدفاعية في اللعب بأربعة مدافعين ستحتم على جوارديولا اللجوء لطريقة الثلاثي الخلفي لتغطية انطلاقاته الهجومية عندما يلعب كظهير مهاجم ، وفي حالة عدم تجاوبه من الأساس فإن الدور قد يُسند إلى ساني أو ستيرلينغ مثلاً ، ومن هنا سنجد أن الرسم الخططي 3-4-3 سيمنح المدرب خيارات أفضل وأكثر في الوسط والدفاع على حد سواء .