يعيش ريال مدريد واحداً من أسوأ مواسمه تاريخياً على صعيد النتائج وكذلك الأداء، مع الابتعاد عن صدارة الدوري الإسباني بفارق 18 نقطة قبل مواجهة برشلونة ضد إسبانيول في ديربي كتلونيا.

الميرينجي سقط في فخ التعادل مرة أخرى أمام ليفانتي في عقر داره وفشل في الحفاظ على هدف التقدم الذي جاء عن طريق إيسكو في آخر 10 دقائق من عمر مباراة ملعب سيوتات دي فالنسيا.

ولم يستطع زين الدين زيدان المدير الفني الفرنسي وصاحب الإنجاز التاريخي بالفوز بلقبين متتاليين لدوري أبطال أوروبا مع الميرينجي التعامل مع هذه الكبوة وإخراج فريقه منها مع مرور الأسابيع والأيام، وهذا يعود في رأيي إلى سوء التقدير للموقف ولأسباب هذه الكبوة الحقيقية !.

ربما لعب عامل قلة الخبرة دوراً في سوء التقدير من جانب زيزو، حيث ظن صاحب الـ 45 عاماً أن المشكلة تكمن في اهتزاز الثقة لدى عناصر فريقه، وأن الوقت كفيل بأن يستعيدوا الثقة مرة أخرى وبالتالي يتحسن الأداء، وبالتبعية تتحسن النتائج !.

هذا كان تقديراً خاطئاً تماماً من جانب أسطورة الكرة الفرنسية، لأنه بدا واضحاً جداً أن لاعبي ريال مدريد الأساسيين غير قادرين على تقديم المردود الطبيعي لهم، وهناك تراجع مخيف في مردودهم البدني، الفني وحتى الذهني، وبالتالي فإن الحل الوحيد كان يتمثل في تجديد الدماء وإبرام صفقتين على الأقل في المراكز الحساسة في قلب الدفاع والمهاجم، لتنشيط الفريق وتجديد الدوافع وتشجيع اللاعبين على العودة إلى مستواهم واستنفار عزيمتهم.

من الجميل أن يكون لدى المدرب ثقة عمياء في لاعبيه، خصوصاً إذا كانوا من حجم كريستيانو رونالدو، جاريث بيل وتوني كروس، ولكن عندما يكون اللاعب غير قادر كروياً، لن تنفعه الثقة بشيء، لأن كرة القدم تتطلب بذل الجهد والعرق من أجل تحقيق الانتصارات والتتويج بالبطولات !.

زيدان لم يحرك ساكناً طوال الشوط الثاني من مباراة ليفانتي وهو يرى الفريق يصاب بشلل نصفي في الجانب الأيسر من الملعب، فلم يشارك مارسيلو وكروس نهائياً في هجمات اللوس بلانكوس وهم يسعون من أجل تسجيل هدف الانتصار.

كان يتعين على زيزو سحب مارسيلو من الملعب أو حتى كروس، مع الدفع بتيو هيرنانديز أو كوفاسيتش لإحياء هذه الجبهة، ولكن الثقة العمياء من جانب زيدان في لاعبيه أضرت ريال مدريد وسوف تواصل الإضرار به ما لم يرضخ زيدان للأمر الواقع ويقف على السبب الحقيقي للأزمة التي يمر بها الملكي.

** فيديو مهم : ماهو حدث السوبر بول الذي يعتبر الأهم في العالم ؟ تابعوا معنا