هل يعقل أن يكون الكلاسيكو الحالي فريد من نوعه ومختلف عن باقي المواجهات بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة في السنوات الأخيرة؟ في الحقيقة الإجابة نعم، كلاسيكو إياب الدوري الإسباني من الموسم الحالي لم يسبق أن شاهدنا مثله من ناحية وضعية الفريقين قبل اللقاء منذ زمن بعيد جداً.

كما نعلم جميعاً، ريال مدريد يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بفارق 3 نقاط عن غريمه برشلونة ويملك في جعبته مباراة مؤجلة ضد سيلتا فيجو ربما تمنحه المزيد من النقاط، الأمر الذي يجعل مواجهة البرنابيو غداً بمثابة لقاء الحسم للدوري الإسباني بالنسبة لريال مدريد، تحقيق الفوز يعني إطلاق رصاصة الرحمة على آمال برشلونة منطقياً.

هذه الوضعية لم أشاهدها أو أسمع عنها طوال حياتي، بل الكثيرون لم يشهدوها أيضاً لأن آخر مرة حصلت فيها كانت في موسم 85\1986 حينما كان ريال مدريد يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بفارق 6 نقاط عن برشلونة قبل مواجهتهما في ملعب سانتياجو برنابيو قبل 6 جولات فقط من النهاية.

الفوز حينها كان يمنح الريال اللقب منطقياً وسيحسم الصراع عليه مع برشلونة، وهو ما تحقق بالفعل حيث حقق الفريق الأبيض الفوز في معقله بنتيجة 3-1 ليوسع الفارق إلى 8 نقاط (الانتصار يمنح نقطتين).

منذ عام 1986 لم يخض ريال مدريد أي كلاسيكو في معقله سانتياجو برنابيو من أجل حسم الصراع على لقب الدوري الإسباني منطقياً مع غريمه برشلونة، فيما خاض كلاسيكو وحيد فقط من أجل حسم الصراع على اللقب مع البرسا لكن في معقله كامب نو موسم 11\2012 وانتهى اللقاء بفوز الريال بنتيجة 2-1.

خلال هذه السنوات كان هناك العديد من مواجهات الكلاسيكو الحاسمة على صراع لقب الدوري الإسباني في الجولات الأخيرة من الموسم، لكن برشلونة دائماً هو الذي كان يتقدم على الريال ويبحث عن الحسم، فيما كانت بقية المواجهات إما أن تقام في وقت مبكر من الموسم، أو أن الريال يتصدر الترتيب لكن برشلونة ليس هو منافسه المباشر على اللقب مما يجعل الكلاسيكو غير حاسم لتحديد هوية المتوج به مثلما حصل في موسم 2002\2003.

كما سبق أن خاض ريال مدريد الكلاسيكو في معقله البرنابيو بعد أن يكون حسم لقب الدوري الإسباني، حدث ذلك موسم 07\2008 وحينها صنع برشلونة ممر شرفي لتحية لاعبي المنافس حسب تقاليد الكرة الإسبانية.

الكلاسيكو بين الغريمين والكبيرين يشهد حالة استثنائية لم نشاهدها منذ عقود مضت، الأمر الذي يجعلها بمثابة مباراة نهائية حقاً مثلما قال لويس إنريكي مدرب برشلونة.