لا شك أن الطموح مطلوب في كرة القدم لكن العقلانية شرط أساسي لنجاح أي مسيرة كروية خصوصاً عند اللاعبين الشباب مهما بلغ حجم الموهبة أو التهليل الاعلامي لها ، ولعل ألين خليلوفيتش ومارتن أوديجارد أبرز شاهدين على ذلك .

الخطوة المبكرة على حساب التطور الطبيعي وتسلق الدرجات يمكن أن تقتل مسيرة أي لاعب شاب موهوب في بدايتها أو على الاقل ستربك أوراقه لسنوات قبل العودة لنقطة البداية من جديد ، ويمكننا تصور مسيرة مختلفة لـ أوديجارد (18 سنة) وخليلوفيتش (20 سنة) لو كانا قررا الانتقال لواحد من الأندية المتوسطة المستقرة في الدوريات الخمس الكبرى بدلاً من التوقيع المبكر لقطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة .

انتقل ألين خليلوفيتش رسمياً إلى لاس بالماس الإسباني بعقد إعارة يمتد لموسم ونصف قادماً من هامبورج الألماني في تجربته الثالثة خارج برشلونة بدون إثباب نفسه ، هو الذي شارك في 137 دقيقة فقط في الدوري الألماني خلال النصف الأول من الموسم .

وكان خليلوفيتش قد انتقل إلى برشلونة قادماً من دينامو زغرب في صيف 2014 مقابل 5 ملايين يورو حيث قضى موسمه الأول في رديف النادي الكتلوني قبل أن يقضي الثاني على سبيل الإعارة مع سبورتينج خيخون، هو الذي يعتبر أصغر لاعب كرواتي شارك في تاريخ دوري الأبطال بعمر الـ 16 سنة .

ويعتبر مارتن أوديجارد أكثر لاعب ناشئ شغل الصحافة العالمية خلال تواجده مع نادي Strømsgodset حيث مثل المنتخب النرويجي بعمر الـ 15 سنة فقط وعرف بموهبته الكبيرة ليلقب بـ كريستيانو رونالدو الجديد ، هو الذي توصل بعروض رسمية من أندية برشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ قبل أن يقرر التوقيع لريال مدريد في يناير 2015 .

وقضى مارتن أوديجارد سنتين مع رديف ريال مدريد بدون أن يحصل على فرصة للظهور مع الفريق اللأول ، قبل أن ينتقل إلى هيرنفين الهولندي على سبيل الإعارة بعقد يمتد لموسم ونصف .

ولعل الناشئ السويدي ألكسندر إسحاق الملقب بـ “زلاتان الجديد” تعلم درس أوديجارد وخليلوفيتش جيداً حيث قرر التعامل مع مسيرته بعقلانية أكبر بالتوقيع مع بروسيا دورتموند على حساب ريال مدريد الذي كان يرغب في ضمه .

تابع : مباريات اليوم – مباريات الغد – مباريات الأمس