جميعنا يعرف أن هذه البطولة (أقصد مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994) كانت من الأجمل من ناحية التنظيم والأقوى من ناحية الحضور الجماهيري.

إلا أن أهمية وتميز هذه البطولة تتعدى التفاصيل العامة.

فقد شهد هذا المونديال تغييرات جذرية وأرقاماً غريبة لا تزال صامدة إلى يومنا هذا.

الثلاثة تربح

بدأ في هذه البطولة إعطاء 3 نقاط للفريق الفائز بعدما كان يحصل على نقطتين فقط، وقد تم تطبيق هذا النظام في العديد من البطولات في أوروبا والعالم، لكن مونديال 94 هو أول مونديال يعطي 3 نقاط للفائز من أجل تشجيع الفرق على الهجوم أكثر.

الوقت من ذهب

لم يعد مسموحاً لحراس المرمى، اعتباراً من بطولة 94، أن يمسكوا الكرة بأيديهم في حال تمريرها بالقدم -عمداً- من أحد لاعبي فريقهم، وهو ما خفف كثيراً من الوقت الضائع والسلبية التي طغت على كثير من مباريات المونديالات السابقة.

حارس عظيم يستحق أن يكون الأول

في مباراة إيطاليا ضد النرويج في دور المجموعات، وبعد 20 دقيقة فقط، لمس جيانلوكا باليوكا الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء، مما دفع الحكم الألماني هيلموت إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه باليوكا، ليكون – وبكل غرابة – أول حارس مرمى يطرد في تاريخ كأس العالم!

قليل من العدل والمنطق

قررت الفيفا في هذه البطولة، أن تمحو البطاقات الصفراء التي تلقاها اللاعبون في دور المجموعات، إذا وفقط إذا تلقى اللاعب بطاقة واحدة، أما من تلقى بطاقتين، فسيحرم من المباراة التالية تلقائياً.

الأسود يليق بكم، وكذلك بعض الألوان الأخرى

بعد 14 عشر بطولة سابقة، خرجت الفيفا عن تزمتها للمرة الأولى وأصدرت ملابس ملونة للحكام، الذين اعتادوا لأكثر من 60 عاماً على ارتداء اللون الأسود.

أهداف بالجملة، وصراع أجيال

شهد ملعب ستانفورد في ولاية سانفرانسيسكو أول مرة يسجل فيها لاعب واحد 5 أهداف في مباراة. حيث سجل الروسي أوليغ سالينكو 5 أهداف في مرمى الكاميرون وما زال سالينكو يستمتع برقمه هذا ويتباهى بعدم قدرة أي لاعب على تحطيمه بعد. وفي المقابل، وفي نفس المباراة، رفض روجي ميلا إلا أن يحفر اسمه في أرشيف الفيفا، وسجل هدفاً شرفياً في المباراة التي انتهت 6-1 لصالح الروس، ليكون روجيه ميلا أكبر لاعب يسجل في نهائيات كأس العالم حيث بلغ من العمر 42 عاماً!