تلقى منتخب مصر خسارة مؤلمة على يد منتخب أوروجواي بهدف قاتل في الدقيقة قبل الأخيرة من عمر الوقت الأصلي من أحداث مباراة المجموعة الأولى في نهائيات كأس العالم 2018.

لا يمكن القول سوى أن الفراعنة قدموا أداء مشرفًا خصوصًا في الشوط الأول، حيث سيطروا على خطورة مفاتيح لعب السيليستي، وأبرزهم ثنائي خط المقدمة: لويس سواريز نجم فريق نادي برشلونة الإسباني وإدينسون كافاني عملاق باريس سان جيرمان الفرنسي، مع تألق كبير من جانب عمرو وردة وتريزيجيه في القيام بالأدوار الدفاعية في خط الوسط ومساعدة الظهيرين: أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي.

تراجع الأداء بعض الشيء في الشوط الثاني مع نيل الإرهاق من بعض لاعبي منتخب الساجدين، إلا أن الحارس محمد الشناوي ذاد عن مرمى منتخب بلاده ببراعة في أكثر من لقطة وأبقى على النتيجة متعادلة حتى الدقيقة 89 !.

هيكتور كوبر راهن على الصلابة الدفاعية لفريقه وصموده حتى صافرة الحكم كويبرس النهائية، ولكنه أغفل –دون أي مبرر- أمرين في غاية الخطورة والأهمية: الأول هو أن كرة القدم عبارة عن شقين: الدفاع والهجوم، ولا تملك رفاهية الاستغناء عن أي شق منها مهما كانت الظروف، والثاني هو أن منتخب مصر يعاني من آفة سيئة للغاية وهي عدم القدرة على الدفاع بشكل جيد أمام الكرات العرضية، وهي كانت سبب في دخول الكثير من الأهداف في شباك الفراعنة في المباريات الودية التي سبقت نهائيات مونديال روسيا.

ربما لم يكن محمد صلاح، نجم منتخب مصر الأول وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز جاهزًا بشكل كامل للمشاركة في مباراة اليوم، ولكن هذا لا يعني أن كوبر يتحمل المسؤولية، أولًا لأنه اختار خوض نهائيات المونديال بمهاجم واحد فقط في القائمة، هو مروان محسن، علاوة على أن لاعب الأهلي –من الأساس- لا يقدم مردودًا قويًا يمنحه جدارة قيادة هجوم منتخب مصر في محفل كبير مثل كأس العالم، وثانيًا لأنه ارتكن إلى الدفاع في آخر الدقائق، وهو الخطأ الكبير الذي لا يمكن الوقوع فيه، لأنه كما أسلفت، كرة القدم عبارة عن شقين .. لا يمكنك أن تهمل الهجوم في أي من دقائق المباراة، خصوصًا إذا كنت تعاني من ثغرة واضحة هي عدم القدرة على الدفاع ضد الكرات العرضية.

ما حدث اليوم، سيناريو مشابه جدًا للمباراة ضد منتخب البرتغال الودية، حيث خسر منتخب مصر تقدمه، ثم خسر المباراة بالكامل، بسبب الارتكان إلى الدفاع في آخر الدقائق مع سحب محمد صلاح من الملعب.

خروج عمرو وردة كان خطأ كبيرًا من جانب كوبر، لأن كان اللاعب الوحيد الذي يمنح منتخب مصر شكلًا هجوميًا مقبولًا، حيث لا يبدو لا كهربا، ولا رمضان صبحي ولا عبد الله السعيد في حالة فنية جيدة تسمح لهم بتهديد مرمى موسليرا ومنتخب أوروجواي.

خسارة قاسية .. هذا صحيح، ولكنها لابد وألا تؤثر على معنويات الفراعنة في قادم المواعيد، خاصة ضد المنتخب الروسي، الذي سيدخل المباراة ضد منتخب مصر منتعشًا بالفوز الكاسح على منتخب السعودية في الافتتاح. تواجد محمد صلاح يجب أن يصنع الفارق في هذه المباراة، مع التركيز أكثر على الواجبات الهجومية من أول ثانية وحتى صافرة الحكم النهائية.