سبورت 360- أصبح المنتخب الإيطالي أول فريق يتأهل رسمياً إلى دور الـ16 في مُسابقة كأس أمم أوروبا “يورو 2020، بعد الفوز في مباراتين على تركيا وسويسرا، بتسجيله 6 أهداف وعدم استقباله أي هدف حتى الآن.

 ليؤكد فريق المدرب مانشيني أنه أحد أفضل المنتخبات في بطولة يورو 2020، ليس فقط على مستوى النتائج، ولكن أيضاً من حيث الأداء المنظم والجماعية الواضحة.

وللعلم قدمت إيطاليا أيضاً بطولة مميزة في 2016 تحت قيادة أنطونيو كونتي، لكنها اصطدمت بجدول صعب للغاية، لتخرج من ربع النهائي أمام ألمانيا بركلات الجزاء الترجيحية، لكنها لم تكن أبداً بالمتعة الحالية التي يقدمها مانشيني ورجاله.

 جيل 2016

خط دفاع ثلاثي يبدأ من بونوتشي، بارزالي، وكيليني، رفقة ثنائي الأظهرة دراميان وكاندريفا، مع دي روسي، جياكيريني، وبارولو في العمق، خلف إيدير وبيلي في الهجوم، من أجل إغلاق كافة المنافذ نحو مرمى بوفون، ومحاولة إخراج الخصم عن تركيزه، بالهروب من ضغطه الهجومي تجاه الأطراف، والتحول من اللعب في العمق إلى الضرب من الرواق والأجنحة.

تهاجم الفرقة الإيطالية بثنائي أمامي خلفه ثنائي من الأجنحة يتحول دائما إلى العمق، لتصبح 3-5-2 أقرب إلى 3-3-4، بينما في الحالة الدفاعية يعود كل لاعب إلى مركزه الأصلي، ويتم حماية مرمى بوفون بخماسي صريح في العمق وعلى الأطراف، ثم ثلاثي بالمنتصف وأخيرا ثنائي بالأمام، 3-5-2 تنقلب إلى الخطة القديمة 5-3-2، إنه الإلتزام في أقوى درجاته الخططية.

إيطاليا مع مانشيني مقنعة حتى الآن، بصراحة لم أكن أتوقع أبدا أن أستمتع بالأزوري بهذا الشكل. عمل كبير جداً من مانشيني، صحيح الفريق في يورو 2016 كان قوي ومنظم تكتيكياً وبالنسبة لي كان الأميز، لكن كانوا مثل الآلات مع كونتي، الآن هناك تناغم وتجانس ممتاز بين اللاعبين.

الهجوم خير وسيلة للدفاع

إيطاليا لأول مرة منذ فترة طويلة يمكن اعتبارها فريق هجومي صريح، يصنع ويهاجم ويستحوذ ويضغط أكثر بمراحل مما يدافع، مما يجعلنا في حضرة أحد الفرق التي تلعب بمبادىء الكرة الحديثة، سواء في الضغط أو التحولات أو استغلال الفراغات، مع عدم وجود نجم كبير في التشكيلة، خاصة في مركزي الوسط والهجوم.

ووضع مانشيني كامل ثقته في رسم 4-3-3، بتواجد رباعي دفاعي ثم ثلاثي وسط وثلاثي هجومي، مع ثبات ثلاثي بالخلف وهم ثنائي الدفاع والظهير الأيمن سواء كان فلورينزي أو دي لورينزو، مع السماح بتقدم سبينازولا على الطرف الأيسر كجناح صريح وليس مجرد ظهير، مع السماح بإنسيني بالتحول في أنصاف المسافات بالعمق، كلاعب وسط إضافي أثناء الاستحواذ ومهاجم آخر بالقرب من إيموبيلي.

شيرو إيموبيلي أيضاً حالة خاصة، لأنه ليس فقط يسجل الأهداف، بل يتحرك كثيراً في العمق وتجاه الأطراف، ويفتح المساحات لزملائه القادمين من الخلف، بينما يتولى بيراردي مهمة فتح الملعب عرضياً كـ “وينج باك” على اليمين، مما يؤدي ذلك إلى تكامل واضح بين عناصر الهجوم والدفاع، لكن كل ذلك لم يكن يحدث أبداً بدون براعة خط الوسط.

خط وسط مثالي

يعتبر خط وسط إيطاليا هو الأفضل في البطولة. جورجينيو يلعب في المركز 6 أمام رباعي الدفاع، يتحرك بذكاء ويمرر من الخلف إلى الأمام، وفي نفس الوقت يملأ الفراغات بدون الكرة ويغطي خلف زملائه، بينما يتكفل باريلا بدور الريشة بين العمق والأطراف، كلاعب وسط هجومي صريح بالمركز 8 مع ميله إلى اليمين للربط مع بيراردي كما كان يفعل مع إنتر ميلان رفقة حكيمي خلال الموسم الماضي.

وإذا كان جورجينيو متميزاً منذ فترته الأخيرة مع تشيلسي، كذلك يقدم باريلا مستويات جيدة مع إنتر، فإن لوكاتيلي يبدو أنه مفاجأة البطولة، لأن لاعب وسط ساسولو يلعب كهمزة وصل بين الدفاع والهجوم، يربط بين باريلا وجورجينيو، يغطي خلف سبينازولا، وفي نفس الوقت ينطلق إلى الأمام للصناعة رفقة إنسيني، والتسجيل بالتبادل مع إيموبيلي كما حدث ضد سويسرا، إنه النجم الأميز في المباراة الثانية للأزوري بلا منافس.

ومع غياب فيراتي لعدم الجاهزية، أكد هذا الثلاثي أنه الأفضل في تشكيلة إيطاليا، لكن مع عودته خلال المباريات القادمة، فإن الضحية قد يكون لوكاتيلي في حال اللعب برسم 4-3-3، أو يمكن لمانشيني وضع الرباعي في خطة واحدة، بالاعتماد على رسم 4-1-2-1-2 بوضع لوكاتيلي وباريلا وفيراتي بالمنتصف وخلفهم جورجينيو، وفي الأمام كل من إيموبيلي وإنسيني، مع تواجد بيرادي على الدكة أو حتى على اليمين كـ ظهير جناح بدلاً من دي لورينزو. في النهاية، علينا انتظار أفكار مانشيني، ومشاهدة الأزوري في الأدوار الإقصائية من أجل الحكم النهائي.