موقع سبورت 360 – في كل مرة تخرج مواقع إحصائية وتلك المعنية بترتيب الدوريات عربيا وعالميا، نجد أن الدوري المصري يحتل مرتبة متأخرة مقارنة بدوريات أخرى تتخذ شكلا أكثر تنافسية وقوة.

تراجع منطقي للدوري المصري

وبالنظر إلى آخر إحصائية صادرة بهذا الشأن يأتي الدوري المصري في المركز الثاني بعد الدوري السعودي، وليس ببعيد عن دوريات أخرى تلاحقه مثل الإماراتي والمغربي، التونسي والجزائري والقطري.

وربما يقاس الأمر بعدة عوامل تتلخص أغلبها في سوء إدارة الكرة المصرية بوجه عام من النواحي الفنية والتنظيمية.

أسباب مكررة للتراجع

وبالمقارنة بما كان عليه الحال قبل 10 سنوات على سبيل المثال نجد أن الدوري المصري كان يتربع على القمة، على الرغم من اشتعال المنافسة في دوريات أخرى بالمنطقة وبين أكثر من فريق على الصدارة.

لكن بالنظر إلى الأسماء التي كانت تلعب بالدوري المصري في ذلك الوقت نجد أن الفارق كبير، فنحن نتحدث عن محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب وعمرو زكي وحسني عبدربه وغيرهم من النجوم الذين مثلوا قوام منتخب صنع إنجازات تاريخية في تاريخ الكرة المصرية.

بالإضافة إلى ذلك فإن دوري الأبواب المغلقة والمدرجات الخاوية من الطبيعي أن يتراجع بهذه الصورة، فلا تسمع سوى صوت المدربين يصرخون في لاعبيهم، أو أحد المنسوبين للإدارات في المقصورة يتحدث بصوت عال، بينما غابت آهات الجماهير “الحقيقية” وانفعالاتهم، اللهم إلا في حالات قليلة وبأعداد محدودة.

ويعود تراجع ترتيب الدوري المصري لسبب آخر لا يقل قوة وهو عدم انتظام المسابقة، فلم يحدث أن أقيم دوري في 365 يوما، فهذا أمر مجحف حتى للاعبين أنفسهم، وذلك بسبب حمى التأجيلات التي تضرب الدوري في مقتل، وخوف المسؤولين في اتحاد الكرة من غضب الأندية الكبرى لاسيما الأهلي والزمالك، ومحاولة إرضائهما بشتى الطرق، حتى ولو على حساب انتظام المسابقة.

أيضا فشلت الأندية في تقديم مواهب حقيقية، واقتصر الصراع على جلب صفقات، فضلا عن فتح الباب على مصراعية لجلب مزيد من اللاعبين الأجانب، وهو أمر أضر بالكرة المصرية كثيرا، إذ تسبب في ضعف بعض المراكز مثل الهجوم، وظهيري الأجناب نتيجة للاعتماد على لاعبين غير محليين، وخوف الأندية الكبرى من منح الفرصة للشباب خشية أن يؤثر ذلك على حظوظهم في المنافسة.

العدالة التحكيمية أيضا ربما تؤخذ بعين الاعتبار فالحديث هنا عن دوريات بدأت في تطبيق تقنية الفيديو مثل الدوري السعودي والدوري الإماراتي، وهما أكثر انفتاحا فيما يتعلق بجلب حكام أجانب، بعكس فترات سابقة في الكرة المصرية كانت المباريات تدار بصافرة مصرية، خلافا لرغبة بعض الأندية.