يبدو أن إيطاليا وأخيراً ستجد من يحدث الإتزان الهجومي المفقود منذ جيل أبطال العالم 2006 ، حيث عانى الآتزوري من عدم الإستقرار الهجومي ، وتغيير اللاعبين المستمر على مستوى رأس الحربة ، فلم يثبت خلال الـ10 سنوات الماضية في مركز رأس الحربة مهاجم أكثر من 3 سنوات ، في هجوم المنتخب الأزرق ، ثم يعاني من نزول المستوى ، ويتم استبداله ، فمن لوكا توني وجيلاردينيو إلى كوالياريلا وياكوينتا حتى بالوتيللي وأخيراً مع بيلي الذي تألق في سن متقدمة ، ومسيرته في الملاعب على وشك النهاية ، ولن يستطيع الآتزوري التعويل عليه أبعد من مونديال روسيا 2018 ، خصوصاً مع إنتقاله إلى الدوري الصيني ، ومع توقع نزول مستواه قبل الوصول للمونديال القادم ، بسبب تدني مستوى المنافسة في الدوري الصيني مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى ، ولن ننسى بالتأكيد ايدير ، الذي أيضاً بدوره سيكمل الـ30 ربيعاً هذا العام .

تطور ملحوظ
سيلاحظ كل من تابع المهاجم رقم 9 في تورينو ، والمهاجم السابق لنادي باليرمو ، التطور الملحوظ في أداءه وأرقامه ، ففي موسم 14-15 لعب بيلوتي 38 مباراة ، سجل فيها 6 أهداف وصنع هدفاً ، بمعدل تصويب على المرمى 1.2 تسديدة في المبارة ، بينما في الموسم الماضي 15-16 ، لاحظ متتبعو الكالتشيو التصاعد المستمر في أداءه وأرقامه ، فقد سجل 12 هدفاً من 35 مباراة لعبها مع الفريق ، وصنع 4 أهداف ، أضف الى ذلك القفزة الحاصلة في محصلة تقييمه على مدى الموسم ، فمن 6.39 الى 7.06 ، كل ذلك التطور بالأرقام كان يحتاج من هذا المهاجم الرائع تأكيداً لكل من توسّم في هذا القناص خيراً مع هذا الموسم الجديد ، فهل كان ذلك ؟

بداية مبهرة
لم يحتج المهاجم الأول في تورينو أكثر من مباريتين ليتصدر ترتيب الهدافين بـ4 أهداف ، بعد أن أحرز هاتريك في مباراة فريقه ضد بولونيا في الجولة الثانية من الدوري الايطالي هذا الموسم ، قبل أن يتعرض للإصابة ويغيب لمدة طويلة ، وصلت لـ3 أسابيع ، غاب فيها عن مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم بعد أن كان تم استدعائه ، وغاب عن 3 جولات في بطولة الدوري ، قبل أن يعود في الجولة السادسة ويسجل هدفاً في انتصار فريقه التاريخي على روما ، والذي تحقق لأول مرة منذ ربع قرن ، ليعود للصعود على سلم الهدافين ، ويصبح في المركز الثاني خلف ماورو ايكاردي نجم هجوم نادي انتر ميلانو ، وبهذه الأهداف ومع تأثر فريقه الواضح في المباريات التي غاب عنها ، نستطيع التأكد ، أننا أمام مهاجم سيكون له اسمه قريباً في الساحة الإيطالية والأوروبية .

طموح والتزام
أبدى المهاجم الشاب الذي تدرج في الفئات السنيّة للمنتخب الايطالي تحت 19 وتحت 20 وتحت 21 عاماً ،  في تصريحاته الأخيرة أن طموحه ليس له سقف ، حيث قال : ” أنا لن أضع حدودًا لنفسي، وعلي أن أكون جاهزًا لأي مناسبة ، علي أن أسجل الأهداف من أجل الفريق، وبعدها سنرى كم هدفًا سجلت ” ، جدير بالذكر أن قناص التورو كان وبحسب تقارير صحفية إنجليزية قد حظي بإهتمام مشترك من كل من آرسن فينجر المدير الفني لنادي آرسنال ، ويورغن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزيين ، اللذان أبديا رغبتهما في التعاقد مع المهاجم الإيطالي ، هذا الإهتمام وبكل تأكيد سيمتد للعديد من كبار الأندية الأوروبية ولن يتوقف إلى هذا الحد ، خاصة إذا نجح بيلوتي في كتابة اسمه بأحرف من ذهب ، كأحد الهدافين الأوائل في الكالتشيو ، مع نهاية الموسم الحالي .

ثنائية الحلم
مع عودة ماريو بالوتيللي إلى تقديم المستويات العالية ، وفي حال أثبت عودته الى مستواه ، هل يا ترى سنكون في المستقبل القريب على موعد مع ثنائية هجومية تجمع ما بين بيلوتي وبالوتيللي ، لتذكرنا بالثنائيات الرائعة ، التي اعتاد المنتخب الإيطالي إمتلاكها على مدى تاريخه ؟
لننتظر ونرَ .